يُحكى في الزّمن المعاصر، حيث عقم الحال خلط الكبائر بالصّغائر، وانتحرت على أطلالها الضّمائر، وفي جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة، حيث الأهواء السّياسيّة تتماشى مع الرّياح العشوائيّة، أنّ أحد أصحاب الشركات الكبيرة "وهو كبير في السّنّ وإلى أهوائه يحنّ" اتّصل بمديرة مكتبه قائلًا:

"جهّزي نفسك، فغدًا صباحًا ستسافرين معي إلى فرنسا لمدّة أسبوع من العمل والتّعويض عن الكسل، ولنتذوّق بعضًا من العسل"! 
اتّصلت مديرة المكتب بزوجها قائلةً:
"غدا سأسافر مع رئيس مجلس الإدارة من أجل تسوية بعض الأعمال تمهيدًا لراحة البال"! 
بدوره اتّصل البعل الكريم بصاحبته أمّ سليم قائلا: "غدًا ستسافر البقرة الحلوب لمدّة أسبوع من العمل الدؤوب، وسنقضي معًا سبعة أيّام على الكمال والتّمام"!
بدورها أمّ سليم ولتأمين الجوّ الحميم، اتّصلت بأحد طلّابها الصّغار، والذي تعطيه الدّروس الخصوصيّة لتحسين الدّورة التّعليميّة، قائلة:
"تدبّر أمر نفسك لمدّة أسبوع واجتهد كي لا تمرّ في قطوع، إذ سأغيب عن السّمع، فادرس جيّدًا كي لا تقع"!
اتّصل التّلميذ النّجيب بوليّ أمره المجيب، وهو جدّه ذو الشّأن العجيب، وقال له: "جدّي الحبيب الذي أعيش بكنفه بعد موت والدي حسيب، تحيّة طيّبة وبعد، إنّ معلّمتي ستغيب عنّي لمدّة أسبوع، لذا سأقضي تلك الأيّام معك لتعلّمني بخبرتك في المِراسة كي لا أفشل بالدّراسة"!
الجدّ، وهو رئيس مجلس الإدارة، اتّصل بمديرة مكتبه وقال لها: "ألغي السّفر، فالجوّ قد احتضر…"
اتّصلت مديرة المكتب بزوجها وقالت له: "لقد ألغيت الرّحلة، والحياة لم تعد سهلة…"
اتّصل الزّوج... هل ما زلتم معي؟
هذه هي قصّة الرّتب والرّواتب العليّة في جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة...
وإلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا..
قم للحاكم وفّه التّبجيلا.. وخذ لأوجاعك قرصين من المنوّم مع التّحميلة...