بأقلامهم >بأقلامهم
"الجنسيّة الكونكانيّة"!!
جنوبيات
يُحكى في الزّمن المعاصر، حيث عقم الحال جعل المواطن الخاسر الأكبر في محياه قبل مماته، أنّ شخصًا من "بلاد الواق الواق" التقى شخصًا من "جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة" في رحلة ترفيهيّة في بلاد ما بين الجبلين. وقد شاهد "الواق واقيّ" أنّ "الكونكانيّ" يأكل بذور التفّاح من كيس صغير كان يحمله بيده. فتعجّب من المشهد الغريب وسأله:
ماذا تأكل أيّها الرجل؟!
أجاب "الكونكانيّ":
إنّي آكل بذور التفّاح!
فقال له "الواق واقيّ": هل هذا معقول؟!
ردّ "الكونكانيّ": نعم… معقول جدًّا!
فبذور التّفّاح مليئة بالفوائد الغذائيّة الكثيرة، وهي تنشّط الجسم وتقوّي الذّاكرة، والأهمّ من هذا وذاك، بذور التفّاح ترفع من مستوى الذّكاء!
ردّ "الواق واقيّ": إذًا، أعطني بعضًا من تلك الحبوب لأجرّبها وأتحسّس مذاقها، علّها تنعش ذاكرتي!
وهنا قال "الكونكانيّ": عليك أن تدفع ثمنها بالدّولار الأمريكيّ.
فبادره "الواق واقيّ" بالقول: وكم الثّمن؟
الكونكانيّ : 50 دولارًا لكلّ 10 حبّات من بذور التفّاح.
"الواق واقيّ": يا للهول! ما هذا الغلاء الفاحش؟! ولكن، هذه ال50 دولارًا وأعطني ال10 حبّات!
أكل "الواق واقيّ" أوّل حبّة من البذور العشر وما استطابها!
أكل الثّانية والثالثة وفجأة انتابه صمت رهيب ثمّ صرخ بأعلى صوته (بوجه الكونكانيّ) قائلًا:
كم أنا ساذج وأبله، كيف أشتري 10 حبّات من بذور التفّاح ب50 دولار؟! وكان بإمكاني أن اشتري 20 كيلوغرامًا من التّفّاح وأستخرج كمّيّة هائلة من البذور!
عندها ابتسم "الكونكانيّ" وقال بصوت رنّان:
أرأيت كيف أصبحت ذكيًّا من البذرة الثّالثة!
فكيف لو أتممت ال10 حبّات، يمكنك حينها أن تحصل على "الجنسيّة الكونكانيّة"، وتصبح سياسيًّا مميّزًا من طراز ناهب الشّعب الخطير، الذي ليس له نظير!