بأقلامهم >بأقلامهم
"دمعة الخشية"!
جنوبيات
عند تناهي الشدّة يكون الفرج، وعندما يُغلق الباب يأتي كرم الله "برحمته الواسعة" ليفتح أبواب الأمل أمام النّفوس الضّائعة. فلكلّ محنة مدّة، ولكلّ ضيق متّسع.
هكذا هي الحياة، يتعاقب فيها نهار مضيء وليل مظلم. فتارةً يخالجك الألم، وطورًا يصالحك الأمل. والله دومًا في هذه وفي تلك.
فالحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه. الحمد لله في السّرّاء وإن قصرت، والحمد لله في الضرّاء وإن طالت.
والسّؤال الذي يخطر على البال:
كم تساوي دمعتك عند الله عزّ وجلّ؟
يقول النّبيّ العربيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:
"عينان لا تمسّهما النّار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".
وفي ذلك يقول أحد الصّالحين: "من فضل الله على عباده أنّ الأعمال كلّها توزن إلّا الدّمعة تخرج من عين العبد (من خشية الله)، فهي لا وزن لها ولا مكيال، وهي تُطفئ لهيب النّار".
وكان أحد العارفين يدعو الله دومًا ويقول:
"اللهمّ إنّي أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، ومن دعوة لا يُستجاب لها".
ولذلك،
لا تيأس، فوالله ما بكت عين إلّا ولها ربّ يخبّئ لها الأجمل.
فوّض أمرك لربّك فحسب وسترى بأمّ العين أنّ كرمه آت لا محالة.
ونختم ببضع كلمات تعطي الأمل في مسار الحياة:
"إنَّ للمودّةِ خيوطًا غيرَ مرئيّةٍ لا يدركُها إلّا العارفُ، وإنَّ للمحبّةِ أنوارًا لا يتلقَّفُها إلّا الواصفُ، وإنَّ للصّداقةِ أنماطًا لا يتتبّعُها إلّا العاطفُ، وإنَّ لمساحات التّواصلِ نهجًا صادقًا لا يقربُها الزائفُ، وإنّ الدّمعة التي تسقط من عينك خشية من الله ليس لها عن فرج الله واقف، لذا أقدِمْ بصفاءِ الذِّهنِ ولا تكن كالخائف".