بأقلامهم >بأقلامهم
"لا تَسْتَخِفّ، فَتُسْتَخَفّ"!
"لا تَسْتَخِفّ، فَتُسْتَخَفّ"! ‎الأحد 24 03 2024 22:09 القاضي م جمال الحلو
"لا تَسْتَخِفّ، فَتُسْتَخَفّ"!

جنوبيات

يُحكى من الطّرائف والنّوادر أنّ أحد الرجال استأجر حمّالاً ليحمل معه قفصًا فيه قوارير من زجاج على أن يعلّمه ثلاث خصال ينتفع بها. 

فلمّا بلغا ثلث الطريق، قال الحمّال:
هاتِ الخصلة الأولى. 
فردّ الرجل: من قال لك أنّ الجوع خير من الشّبع فلا تصدّقه. 
فقال الحمّال: نعم.
ولمّا بلغا نصف الطريق، قال الحمّال:
هاتِ الخصلة الثانية. 
فردّ الرجل: من قال لك أنّ المشي خير من الرّكوب فلا تصدّقه. 
فقال الحمّال: نعم.
فلمّا انتهيا إلى حيث المكان المقصود، قال الحمّال:
هاتِ الثّالثة.
فردّ الرّجل: من قال لك أنّه وجد حمّالًا أجهل منك فلا تصدّقه. 
فرمى الحمّال بالقفص وقال:
من قال لك أنّه بقي في القفص قارورة واحدة لم تنكسر فلا تصدّقه!
وعلى المقلب الآخر، زار أحد المسؤولين مطحنة فيها رحى يدور بها حمار، فأعجبته المطحنة، ولاحظ أنّ هناك أجراسًا معلّقة في رقبة الحمار! 
فقال المسؤول لصاحب المطحنة:
لماذا هذه الأجراس معلّقة في رقبة الحمار؟! 
أجاب صاحب المطحنة قائلًا:
عندما لا أسمع الأجراس أعرف أنّ الحمار قد توقّف عن الدوران، فأنهره ليستأنف عمله. 
فردّ المسؤول: افرض لو وقف الحمار واستمرّ في هزّ رأسه فماذا تفعل؟!
صرخ صاحب المطحنة قائلًا:
آه.. ثمّ آه.. وأين هي الحمير التي تفكّر مثلك يا سيّدي؟!
وعليه، لا يستخفّنّ أحد بأحد، فيُستخفّ به، ولات ساعة مندم!
فاعتبروا يا أولي الأبصار...

"لا تَسْتَخِفّ، فَتُسْتَخَفّ"!
المصدر : جنوبيات