عربيات ودوليات >أخبار دولية
"اللاعب الأبرز بمجال حماية وتدريع المركبات".. ما أهمية مصنع "بلاسان" الذي استهدفه "الحزب"؟
الأربعاء 12 06 2024 15:08جنوبيات
أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، اليوم، استهداف مصنع "بلاسان" (تابع لشركة "رافاييل" للصناعات العسكرية)، في مستوطنة "سعسع" بالصواريخ الموجّهة، مؤكّدةً إصابته إصابة مباشرة.
وأشارت المقاومة إلى أنّ هذا الاستهداف يأتي رداً على الاغتيال الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي في بلدة جويّا الجنوبية.
فما أهمية مصنع "بلاسان"؟
تقع شركة تصنيع الدروع الإسرائيلية "بلاسان سعسع"، داخل "كيبوتس سعسع" على بعد ميلين فقط من الحدود اللبنانية في منطقة الجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة.
تأسّست الشركة كجمعية تعاونية في "كيبوتس سعسع" عام 1985 لإنتاج المنتجات البلاستيكية الصلبة، لكنّها سرعان ما حوّلت تركيزها إلى تصميم وإنتاج الدروع المركّبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصبحت تعدّ هذه الشركة اللاعب الأبرز في "إسرائيل"، وعلى مستوى العالم، في مجال حماية وتدريع المركبات.
ففي أواخر الثمانينيات، بدأت الشركة بإنتاج سترات إبطال مفعول القنابل للجيش الإسرائيلي، وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى، ركزت الشركة على المركبات المدرعة.
وفي التسعينيات من القرن الماضي، طوّرت حماية لقوات الجيش الإسرائيلي. وفي نهاية الألفية بدأت أيضاً في حماية مركبات "الهمر" لجيش الاحتلال الذي كان يحتل جنوبي لبنان، والذي كان معرضاً لتهديدات العبوات الجانبية والارتجالية بشكل دائم.
وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت الشركة تعمل مباشرةً مع الشركات المصنعة للمركبات المدرعة وغيرها داخل "إسرائيل" وخارجها، إلى جانب تصنيعها الدروع الواقية للبدن ومجموعات دروع المركبات لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين هذه الشركات كانت الشركتان الأميركيتان "Navistar Defense" و"Oshkosh Defense"، اللتان تعاونتا معهما "بلاسان" في تصميم وتصنيع درع "Kitted Hull" (عملية تصميم وإنتاج لتجميع كابينة مدرعة خالية من اللحام) لاستجابتهما لتهديدات العبوات الناسفة ضد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان.
واليوم تعمل الشركة كشريك متكامل أو مقاول مع شركات إسرائيلية مثل "Elbit Systems" و"Raphael" في "إسرائيل"، و"Lockheed MartinLMT"، وغيرها من الشركات.
كما أصبحت تمتلك 3 وحدات أعمال، وهي الحماية والبقاء، والمركبات، ووحدة جديدة نسبياً تتعامل مع الروبوتات المناورة، إذ تستجيب هذه الوحدات للصناعات العسكرية بناءً على تطور الحاجات الواقعية لـ"جيش" الاحتلال باختلاف ظروف القتال وطبيعة التحديات التي تواجهه، وأيضاً بناءً على السوق الذي يتغير باستمرار، حيث يتطلب من الشركة تطوير أنظمتها.
أهمية الصناعات العسكرية بالنسبة للاحتلال
تعتمد "إسرائيل" على منتجاتها العسكرية والأمنية المتقدمة، أو "التكنولوجيا العسكرية" التي تدّعي أنها متقدّمة على المستوى العالمي في هذا المجال، لتسويق أهمية العلاقات معها. وتبيع "إسرائيل" أسلحة وتكنولوجيا أمنية وعسكرية للعديد من الدول، كأذربيجان ونيجيريا والإمارات والبحرين والأرجنتين وفنلندا، ما يساهم في زيادة نفوذها في حكومات هذه الدول عبر امتلاك القدرة على التأثير في أمنها وقوتها العسكرية.
فشركة "بلاسان" على سبيل المثال، توظف نحو 400 عامل في مصنعها الرئيسي في "سعسع"، ولديها شركة فرعية في الولايات المتحدة (بلاسان أميركا الشمالية)، كما تمتلك شركات صغيرة أخرى في فرنسا واليونان.
وتعدّ الأسلحة الإسرائيلية ذات ميزة عالمية بأنها "مجربة في الميدان"، وهي الميزة التي تفتخر بها الصناعات العسكرية الإسرائيلية أمام منتجات دول أخرى لا فرصة لديها لتجربة أسلحتها في حروب حقيقية. وبالتالي، تعدّ الحروب والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين بشكل خاص، فرصاً أمام شركات التصنيع العسكري والتطوير الإسرائيلية، لتجربة أسلحتها في ميدان حرب حقيقي.
أبعاد الاستهداف
يشكّل استهداف حزب الله لهذا المصنع ضربةً نوعية في إطار المعركة القائمة، وذلك لما يُمثّله من أهمية بالنسبة إلى الاحتلال، وبالتحديد في الوقت الحالي، أي بعد أكثر من 8 أشهر على الحرب وتلقي الجيش ضربات متواصلة في قطاع غزة وعلى الجبهة الشمالية، إذ باتت آلياته وقدراته العسكرية مستنزفة إلى حد كبير، ويحتاج إلى تصنيع أو تجديد أو صيانة آلياته ومعدّاته في خضم المعارك المستمرة، فيما يُمارس الجيش الإسرائيلي سياسة "اقتصاد التسليح".
وبحسب تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، نُشر مطلع العام الحالي، فإنّ مصنع "بلاسان" يعمل بجهد أكبر من أي وقت مضى، ويُكثّف من إنتاج صفائح الدروع الواقية للبدن التي تشتد الحاجة إليها في أعقاب اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، وهو المنتج الأساسي لشركة "بلاسان" عندما تأسست في عام 1985.
وقال نير خان، مدير التصميم في الشركة، إنّه تلقّى أوامراً من الجيش ووزارة الدفاع، وقالا إنّهما بحاجة إلى أكبر قدر ممكن، وفي أسرع وقت ممكن، من مجموعات الدروع المثبتة بمسامير للسترات الواقية من الرصاص للمركبات العسكرية"، بالإضافة إلى توفير المصنع الآن خدمة قطع الغيار والصيانة، ضمن أنشطة لوجيستية قد تتأثر بشكل أو بآخر من استهداف المقاومة للمصنع.