لا تجعل الوهم يحدّثك بأشياء قد تسرّك في ظاهر الأمر، ولكنّها قد تجعلك تقع في غياهب جبّ التّعامل مع الآخرين.
فلا تتوهّم أنّ الدِّين هو صلاة وصيام وحجّ وزكاة وإيمان بالله وانتهى الأمر.
 لا أبدًا، فهذه عبادات شعائريّة، وهي فرائض ستُحاسَب عليها. لكنّك لن تقطف جناها، ولن تتحقّق أهدافها ومراميها إذا لم تصحّ عباداتك التّعامليّة.
ولكي تصحّ عباداتك التّعامليّة عليك ألّا تظلم، ولا تكذب، ولا تؤذي، ولا تشتم، أو تأكل السّحت ومال اليتيم.
فانتماؤك الشّكليّ إلى الدِّين هو بينك وبين الله الذي يعلم سرّك ونجواك. أمّا في تعاملك مع الآخر فإنّ الدِّين يظهر في صور أخرى تتجلّى فيها حقيقته وجوهره في أبهى الحلل.
فالدِّين هو استقامتك ومعاملتك الطيّبة.
هو تراحمك وصدقك.
هو التزامك وإنصافك.
هو تربيتك لأولادك وبرّك لوالديك.
هو إحسانك لأهل بيتك وتعاطفك مع إخوانك.
هو حفظك للسانك وغضّ بصرك.
هو عملك الصّالح وسعيك الدّؤوب باتّجاه فعل الخيرات وترك المنكرات.
هو نظافتك ورقيّك.
هو لينك مع الآخرين وحسن خلقك.

يقول النبيّ العربيّ الهاشميّ الأمين صلّى الله عليه وآله وسلّم:
"إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا".
جعلنا الله وإيّاكم ممّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وأفاض علينا وعليكم من معين فضله الذي لا ينضب كلّ الخير والسؤدد والصحّة والعافية والاطمئنان وراحة البال.
آمين يا ربّ العالمين.