بأقلامهم >بأقلامهم
"صاحب المطعم"!
جنوبيات
دخل رجلٌ أمريكيّ أحد المقاهي في لندن، فلمحَ رجلًا أسودَ البشرة يجلسُ بإحدى زوايا المقهى، فاتّجه الأمريكي نحو النّادل وأخرج محفظته وصرخ بصوتٍ عالٍ:
أيّها النّادل قدِّم المشروبات والمأكولات لجميع مَن بالمقهى على حسابي الخاصّ باستثناء ذلك الرّجل الأسود.
وبالفعل بدأ النّادل بتوزيع الطعام والشراب للجميع، وإذا بالرّجل الأسود
ينظرُ إلى الرّجل الأمريكيّ ويبتسم
ويقول له بكلّ برودة أعصاب:
شكراً لك.
استاء الرّجل الأمريكيّ كثيرًا من هذا الموقف وعاودَ الصُراخَ مرّةً أُخرى للنّادل وهو يقول:
قم بتقديم المشروبات والماكولات مرّةً أُخرى لجميع مَن بالمقهى باستثناء ذاك الرّجل الأسود.
ومرّةً أُخرى أخذَ النّادِلُ النقود وبدأ بتوزيع المشروبات والطعام للزبائن.
تبسّم الرجل الأسود مجدَّدًا وقال للأمريكيّ:
شكرًا كثيرًا لك.
في هذه المرّة انزعج الأمريكيّ كثيرًا وتوجّه للنّادل وسأله:
ما بال هذا الرّجل الأسود بدَلًا مِن أنْ يستاءَ مِمّا فعلتُه ويغادِرَ المطعمَ بَقِيَ مبتسمًا ويشكرُني؟!
ضحكَ النّادلُ وأجابه ببساطة:
هذا الأسود هو صاحبُ المطعم يا سيّدي.
تذكّرْ دائمًا أنّ الحسدَ والحِقدَ والعنصريّةَ لن تُؤذي أحدًا غيرَكَ. وقد قيل في ما سبق:
"لله درّ الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله".
فالحسد والحقد والتّمييز العنصريّ آفة تقضي على صاحبها بدايةً، وهي شرارة حارقة خارقة للمجتمعات التي تميّز بين أفرادها سواء لجهة العرق أو اللون أو الطائفة أو المذهب.
وفي وطننا الغالي نتمنّى أن نتجاوز المحن على الصّعد كلّها لنصل إلى بلد الازدهار والأمان والسّلام وراحة البال.