بأقلامهم >بأقلامهم
"اوجه الفساد"!
جنوبيات
يعتبر الفساد في الدّول المتخلّفة عن ركب الحضارة العنوان الأكبر، وتداعياته هي الأخطر على كل الصّعد والمستويات الحياتيّة والبنيويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحيّة والنفسيّة الى ما هنالك من أمور تعزز أوجه الاذلال للمواطن المسكين.
فالفساد آفة العصر، وهي تنتشر في أصقاع الأرض بين الدّول المتخلّفة في المصاف الأولّ، وإن كنت ستجدها في بعض الدّول الأخرى.
للفساد رائحة نتنة في نفوس الفاسدين، الذين يعيثون في الأرض ناشرين الخراب والدمار وسوء الوبال..
وإذا أردنا التّحدّث عن الفساد احتجنا إلى المزيد من أطروحات الشرّ، ورسالات الخيبة والفشل. لكنّنا سنعطي بعض الأمثلة عساها تظهر أوجه الفساد العفنة في مفاصل الدّول.
كوريا تصنع السيّارة بتكلفة ٥ آلاف دولار، ثمّ تبيعها للعالم الثالت بتكلفة ٧ آلاف دولار. ودول العالم المتخلّف الغارقة في الفساد تضع عليها رسومًا وجمارك وتراخيص وتسجيلًا ونقلَ ملكيّة وضرائب فتصبح تكلفتها ٢٠ ألف دولار...
كوريا التي ربحت ٢٠٠٠ دولار غنيّة ودويلات الفساد التي ربحت ١٣ ألف دولار شبه مفلسة وعليها ديون بملايين الدوﻻرات.
الدّول المصدّرة للنفط تستخرج النّفط بمعدّل ٤٠ دولار للبرميل، وتبيعه من الدول المتخلّفة بالسّعر العالميّ ٧٤ دولار، فتكون تلك الدول قد ربحت قرابة ٣٠ دولار في البرميل.
والدول المتخلّفة تعيد تسعير النفط وتضع رسومًا وضرائب، وضريبة قيمة مضافة لتبيعه بتسعيرة تصل إلى ٢٠٠ دولار للبرميل...
الدول التي ربحت ٣٠ دولار غنيّة، بينما التي ربحت ١٣٠ دولار مديونة...
إنّه الفساد المتفشّي في عروش حكّام الجهالة والنتانة والطغيان.. وتدفع ضريبته جماهير البؤس والشقاء والحرمان..
وفي لبنان.. إلى متى التلطّي بعباية الأديان.. فندفع الأثمان تلو الأثمان.. ونغرق في قعر الأحزان.. لعلّنا نفيق يومًا
قبل فوات الأوان...
رحماك أيّها الديّان.