بأقلامهم >بأقلامهم
"أخي سرقني"!
جنوبيات
يُروى في هذا الزّمن القريب، وبِصَمته الرّهيب، "أنّ فقيرًا يعمل أخوه وزيرًا"، قالت له زوجته ذات يوم:
اذهب إلى أخيك الوزير فيمكنه أن يساعدك ببعض المال "لفكّ ضيقتك، وحلّ أزمتك"!
فذهب الفقير إلى منزل أخيه الوزير وقال له:
إنّ حالتي ميؤوس منها، ومعيشتي ضنك، وأنا تعب جدًّا ومحتاج إلى مساعدتك.
ردّ عليه الوزير وقال:
تعال غدًا إلى مكتبي "وإن شاء الله بصير خير".
في اليوم التّالي ذهب الفقير إلى مكتب الوزير فرحّب به وقال له:
اجلس ولا تنطق ببنت شفة. التزم الصّمت فقط وأنا من سيتكلّم. عندها، قام الوزير واتّصل بأحد المقاولين قائلًا:
المناقصة التي وعدتك بها رست على مقاول آخر للأسف.
ردّ المقاول وقال:
كيف ذلك معالي الوزير؟ أنت وعدتني بها، وأنا محتاج إلى الصّفقة ورتّبت وضعي على هذا الأساس.
فردّ الوزير: جيّد، من حسن حظّك أنّ المقاول الذي رست عليه المناقصة موجود الآن في مكتبي.
تعال وتفاهم معه، فلربّما تنازل لك عنها.
وصل المقاول وقال -موجّهًا كلامه إلى أخ الوزير-:
سأعطيك ما تطلبه، وما عليك سوى أن تتخلّى عن هذه المناقصة.
(أخو الوزير جالس "مثل الأطرش بالزفّة").
ردّ عليه الوزير وقال: أعطه مليار ليرة ويتركها لك.
فما كان من المقاول إلّا أن أخرج المبلغ من حقيبته ووضعه على "طاولة الضيافة" وخرج من المكتب.
عندئذ، أخذ الوزير ثلثي المبلغ وأعطى أخاه الباقي.
ولدى عودة "الفقير" إلى البيت سألته زوجته:
أخبرني ماذا حصل معك؟
فقال لها: أخي الوزير سرق منّي المال على "عينك يا تاجر".
وبكلمة مختصرة:
"إنّ اكثر التّلزيمات في "بلاد ما بين الجبلين" على هذا النّحو من الصّرف"، فهل من يحاسب؟!