في كلّ مرّة تتحفنا جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة بقرارات همايونيّة ما أنزل الله بها من سلطان.
فهي من جهة تحصد مدّخرات مواطنيها حتّى فلس الأرملة!
ومن جهة أُخرى تحاول أن تخفّف (عن المواطن الكونكانيّ المسكين) من هول المتاعب عن طريق اتّخاذ القرارات التي تجعل الشّعب يعيش لحظات موته بنوع من الرّضا التامّ بحسن الختام.
وآخر الصّرعات في عالم القرارات كان القرار الآتي:
"نظرًا للارتفاع الكبير لأسعار المحروقات، وتماشيًا مع سياسة الدّولة التقشّفيّة، تمّ سحب الأغاني التالية من معظم المحطّات الإذاعيّة الأرضيّة والفضائيّة:
بترحلك مشوار..
وقّفتني أوتو ستوب..
مشوار رايحين مشوار..
عالضّيعة يمّا ع الضّيعة..
خدني معك على درب بعيدة..
سوق على مهلك سوق..
لركب حدّك يالموتور..
وغيرها من الأغاني ذات الصّلة.
وقد تمّ التنويه بأغنية:
زوروني كلّ سنة مرّة حرام تنسوني بالمرّة لما تحمله من معانٍ داعمة  للتقشّف خلال الأزمة المُرّة".
الله... يا لها من مقرّرات تدمع لها القلوب قبل العيون، إذ نستنتج من خلالها حرص دولة كونكان على إنسانيّة الإنسان كي يصبح في خبر كان.
وكان يا ما كان في قديم الزّمان دولة تسهر على راحة الأرواح وحسن البيات بطريقة نهاونديّة تجعل العزيز في حالة نكريز، وتُبقي النّغم  في دوّامة العجم، وتجعل من الرّاست كردًا لحجاز الصّبا، والأهمّ أنّ النّوا أثّر في مقام الهزام كي لا نُلام.
تلك هي غاية الدّولة الكونكانيّة المهترئة من المقامات بحيث يصبح الوطن في دوّامة هات..هات، والمواطن في الهوا.. مات!