بأقلامهم >بأقلامهم
"التلميذ الفاشل"!
جنوبيات
يُروى في مسار الأحداث الجارية في الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة والإنسانيّة، أنّ معلّمًا في مدرسة القرية قد ذهب إلى المدينة لشراء بعض الحاجيّات الضروريّة. وفي طريقه عرّج على محلّ للخضار والفواكه لشراء البعض منها. وما إن دخل الأستاذ المحلّ حتّى بادره صاحب المحلّ بالتحيّة والسّلام وقدّم له كرسيًّا للجلوس قائلًا: أستاذي الكريم تفضّل اجلسْ وارتحْ. فبدأ بأخذ الأكياس الورقيّة وتعبئة الخضار والفاكهة من كلّ الأصناف، ثمّ وضعها في سيّارته قائلًا: هذه الخضار والفاكهة بدون أي ثمن، وسأوصلك بسيّارتي إلى حيث تريد.
تفاجأ الأستاذ بهذا التصرّف لكنّه لم ينطق ببنت شفة.
وفي الطريق قال له صاحب المحلّ وهو يقود السيّارة: هل عرفتني يا أستاذ؟
قال المعلّم: لا يا بنيّ، من أنت؟
فقال له: منذ زمن مضى وانقضى كنت تلميذًا في المدرسة التي تعلّم فيها. وقد كنت "تلميذًا فاشلًا". وذات مرّة طلبت منّي أن أُجيب على سؤال في قواعد الصرف والنّحو، ولم أعرف الجواب. عندها ضربتني بالمسطرة وأخرجتني من الصفّ.
ومنذ ذاك اليوم أُصبت بعقدة نفسيّة وهربت من المدرسة وتركت الدّراسة!
والآن، والحمد لله، أملك ثلاثة محلّات لبيع الخضار والفواكه، ومزرعة فيها خمسماية رأس غنم، وخمسون بقرة.
هنا بكى الأستاذ بحرقة شديدة قائلًا: "ليتني هربت معك ففزت فوزًا عظيمًا".