بأقلامهم >بأقلامهم
"طهارة القلوب"!
جنوبيات
في خضمّ معارك الحياة وشجونها، وفي هدأة العتمات وسكونها، وفي رواية الأيّام ومتونها، تروي امرأة حكاية عمرها مختصرة تجربتها في السّنوات التي عاشتها فتقول:
لقد أثبتت لي الحياة أنّ الزّوج هو الجسر الذي يوصلنا إلى برّ الأمان وعليّ أن أخاف الله فيه كي أدخل الجنّة، وأنّ الابن ليس تحت السّيطرة، كما أنّ حبّه والعطف عليه لإشعاره بدفء الحنان يفرضان عليّ أن أُحسن تربيته.
والابنة جنّة وبدونها تنقص نصف متعة الدنيا، وتربيتها على أسس أخلاقيّة عالية ستكون ملاذًا لسعادتها في بيتها الزوجيّ.
أدركت كذلك أنّ جار الرّضا حاجة وضمانة لحسن الجوار وهو وصيّة جبريل فيجب إكرامه.
وفهمت أنّ الأقارب الطيّبين سلوى وسند وبدونهم نصبح كالشّجرة بلا أوراق.
هذا وتعلّمت أنّ زوجة الابن وديعة أودعها أهلها في ذمّة زوجها وهو محاسب على لطف عشرتها أمام الله، "فكوني معينة لابنك على أمانته ولا تأخذك الغيرة فتتعدّي حدود الله".
وعرفت أنّ زوجة الأخ هي أخت حبيبة بعد أختي، ومحبّتها امتداد لمحبّة أخي، "فلا تخسري صلة رحمك".
وأدركت أنّ الأصدقاء أصداف ثمينة لا يمكنني التفريط فيهم. "فمن الرائع أن يكون لديك صديق، خِلّ، وفيّ، حبيب، كلّما أتيت إليه متكدّرًا رجعت منه صافيًا، وكلّما قدِمت إليه ضعيفًا، عدت منه أقوى".
وأخيرًا وليس آخرًا أيقنت أنّ السّلامة في "طهارة القلوب".
ويبقى الأمل بالله مفتاحَ خلاصنا. وفي يوم ما سنكون ذكرى فقط، فالموت لا يستأذن أحدًا...