بأقلامهم >بأقلامهم
هل ينفذ ترامب وعوده العربية؟
هل ينفذ ترامب وعوده العربية؟ ‎الأربعاء 6 11 2024 07:24 صلاح سلام
هل ينفذ ترامب وعوده العربية؟

جنوبيات

ثمة إنطباع عام في الأوساط اللبنانية يوحي وكأن اللبنانيين يفضلون فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، لإعتبارات بعضها سياسي محض، والبعض الآخر عاطفي، وردّة فعل عفوية على مواقف الرئيس الحالي جو بايدن المؤيدة بقوة لحروب نتنياهو في المنطقة، والذي يصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه»الرئيس الصهيوني الأخير»! 
يبدو أن وعود ترامب بإنهاء الحرب في غزة ولبنان، كانت مقنعة أكثر من كلام هاريس عن محاولات وقف النار، لأن تطورات أشهر أطول حرب في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أثبتت عدم قدرة الإدارة الأميركية ممارسة الضغوط الكافية على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة، أو حتى لتحييد المدنيين في العمليات العسكرية، ولا حتى في إنتظام دخول المساعدات الضرورية إلى غزة، رغم معاناة المجازر اليومية، ومآسي التجويع والعطش، ومهاجمة المدارس والمستشفيات. 
وجهود موفد الرئيس الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين لم يكن مصيرها أفضل من محاولات وقف النار في غزة، حيث لم تستطع إدارة البيت الأبيض الحؤول دون قرار نتنياهو في شن الحرب على لبنان، رغم التحذيرات الرئاسية المتكررة، بخطر نشوب حرب إقليمية واسعة في حال مهاجمة لبنان. 
iframe
ورغم مضي إكثر من أربعين يوماً على بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، والقصف الوحشي للبشر والحجر، فإن إدارة بايدن لم تُفلح في وقف هذه الحرب الإجرامية. 
أما موضوع حل الدولتين فبقي في إطار التصريحات اليومية، ولم تستطع إدارة بايدن تأجيل تصويت الكنيست، على الأقل، على قرار رفض مشروع الدولتين. 
هل يعني ذلك أن ترامب سينجح في فرض الخيارات الأميركية في الشرق الأوسط حيث فشل بايدن؟ 
طبعاً لا جوابات حاسمة حتى الآن في هذا المجال. ولكن الرهان يبقى على طريقة عمل ترامب الذي من الصعب التنبؤ بالخطوات والقرارات التي يمكن أن يتخذها. وفي ولايته السابقة اتخذ عدة قرارات جريئة رغم معارضة البنتاغون في سحب القوات الأميركية من عدة بلدان في الخارج، وفي مقدمتها العراق وأفغانستان. كما إستطاع تنفيذ «إتفاقات إبراهام» بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية، فضلاً عن قراره الصادم بنقل القنصلية الأميركية إلى القدس، وهو الأمر الذي لم يُقدم عليه كل الرؤساء الأميركيين السابقين. 
الجديد في سياسة «المرشح» ترامب هو تحالفه مع الجاليات العربية والإسلامية، بما فيها اللبنانية طبعاً، وتعهداته المباشرة بوقف الحرب في لبنان، والعمل على إعتماد حل الدولتين لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، على أن تضم الدولة الفلسطينية ٧٠ بالمئة من الضفة الغربية وكامل أراضي قطاع غزة. 
وهو  سيكون في ولايته الثانية والنهائية أكثر تحرراً من ضغوط اللوبيات الصهيونية من هاريس في حال فوزها بالرئاسة، لأنها ستعمل على تجديد إنتخابها
لولاية ثانية، مما يدفعها إلى مراعاة نفوذ مؤسسات الإنجيليين اليهود في العملية الإنتخابية. 
فهل ينفذ ترامب ما وعد به؟

المصدر : جريدة اللواء