بأقلامهم >بأقلامهم
"فقدان القناعة"!
جنوبيات
يقول أحد الصّالحين:
إذا اشتدّ البأس، وكاد أن يستولي على النّفوس اليأس، أنزل الله فرجه ونصره، فتحلّ الطمأنينة في القلوب، والشّعور بالرّاحة على الوجه المطلوب، فيعرف العباد ألطاف علّام الغيوب.
وعليه، ومن منطلق القناعة والرضا بتقادير الله وألطافه، نقول بطمأنينة الواثق، وبيقين الإيمان بالخالق، إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم.
لذا، ابتسم لحياتك، وابتسم لكلّ ما هو حولك، وفكّر في كلّ ما يسعدك، ولا تفكّر في أي أمر يُقلقك. فالأمل دواء، والقلق عناء، والتّفاؤل رجاء، والمحبّة عطاء.
ابتسم حين يضيق عليك الأمر واستبشر، فربّ الخير لا يأتي إلّا بالخير، ودائمًا في الغيب شيء جميل يستحقّ الصّبر.
فالبعض يعتقد أنّ حياة الآخرين أفضل من حياته. والآخرون يعتقدون أنّ حياة هذا البعض أفضل من حياتهم. فتدور دوّامة المفاضلة في حلقة دائريّة ما إن تنطلق حتّى تعود إلى نقطة البداية.
وسرّ المسألة يكمن في فقدان القناعة؛ ففي فقدان القناعة تضعف المناعة، ويغيب الرضا عن الواقع المعاش، وتضمحلّ الثّقة ورباطة الجأش. فالقناعة كنز لا يفنى، وفي الحرص مذلّة لا تسمن ولا تغني من جوع.
فارضَ بما كتبه الله لك تكن أغنى النّاس، ويبعد عنك الوسواس الخنّاس.
اللهمّ ألقِ علينا محبّتك لنكون سعداء، وألقِ علينا رضاك لنكون أتقياء، واكتب لنا القبول في الأرض وفي السّماء.
اللهمّ اجعلنا ممَّن تواضع فرفعته، وأقبل تائبًا فقبلته، وتقرّب لك فهديته، وذلّ لهيبتك فأحببته، ودعاك صادقًا فأجبته، وسألك سؤله فأعطيته، وسترت ذنبه وغفرته، وبرحمتك شملته.
اللهمّ آمين.