بأقلامهم >بأقلامهم
"شعلة الأمل"!
جنوبيات
الثّقة هي إيمان المرء بقدراته وإمكاناته وقراراته وأهدافه السّامية. وتتمثّل بحسن اعتداد الإنسان بنفسه واعتباره لذاته دونما إفراط أو تفريط، (لا عناد، ولا خنوع).
الثّقة بالنّفس هي شعلة الأمل المضاءة في تحقيق العدالة السّامية والعدل القويم من قبل مَن يمسكون بزمام الأمور، لتحسين أداء المجتمع المدنيّ على المستويات كلّها.
وهي دعوة موجّهة إلى القيّمين على إدارة شؤون المواطنين وأحوالهم، وتتلخّص بالآتي:
أنشروا الأملَ في النّفوس، وبثّوا التّفاؤلَ في الأرواح، وأطلقوا الطمأنينةَ بين النّاس في ساعات الأزمات، وبشّروهم باليُسر بعد العُسر، وبالفَرَج بعد الكرب، لأنّ فَرَج الله قريب وحبله واصل وعليه توكّلنا وإليه أنبنا.
وتذكَّروا قول الله تعالى : (فإنّ مع العسر يسرًا • إنّ مع العسر يسرًا).
هذا والثّقة بالنّفس تولّف في تحدّياتها نبراس العطاء لبلورة صور الأناقة والجمال، والتّكامل والطّموح نحو بلوغ صفات الكمال النسبيّ لا المطلق. فأرقى أنواع الأناقة أن تَكون نظيَفَ القَلب، ناصِعَ الفكر، طيّبَ الأخلاق، جَميلَ المشاعِر، تُسعِد النّاس وتَمضي بكُلِّ حُبّ.
ففي بداية كُلّ علاقة تظهر المشاعر، وبعد نهايتها تظهرُ الأخلاق.
وإذا كان الجمالُ يجذب العيونَ فالأخلاق تملك القلوبَ.
وعليه:
"إنّ الثّقة بالنّفس تجعل من العصفور صقرًا، ومن الحلم حقيقة، ومن المستحيل واقعًا ملموسًا".
وملخّص القول هو دعوة من القلب إلى القلب، ومن العقل إلى العقل للقيّمين على شؤون البلاد والعباد، للاعتماد على الذات، وعدم انتظار الفتات.
فهل من يتّعظ؟