بأقلامهم >بأقلامهم
"تجاهل المقت، وتمسّك بالسّعد"!
جنوبيات
من علامات توفيق الله عزّ وجلّ للعبد أن يوفّقه إلى نقاء سريرته، وصفاء ذهنه وضياء طريقه، وأن يشغله بإصلاح باطنه وتطهير الذّات من الآفات والصّفات الذّميمة.
ومن علامات حرمان التّوفيق للعبد أن ينشغل بغيره عن نفسه، أو يشغله إصلاح ظاهره عن إصلاح داخله. والأصعب والأكثر إيلامًا أن يحرمه تعالى لذيذ مناجاته.
يقف الكثير منّا وقفات جادّة مطوّلة مع كلّ مشكلة تواجههم، في الروابط الأسريّة، والعلاقات الشخصيّة، والتعاطي مع العامّة. فيعطيها الكثير من وقته وتفكيره. بيد أنّ أمورًا في الحياة لا تحلّ إلّا بالتجاهل، والرمي خلف الظهر بمرور الوقت. وعليه، فلنميّز بين المشكلات وأحجامها وطبيعتها حتّى لا نستهلك طاقتنا كاملة بحلّ كلّ مشكلة تواجهنا في الحياة.
فالتفكير الزائد والمبالغ فيه هو في حدّ ذاته مشكلة أيضًا. وتضخيم المشكلات كذلك مشكلة وتكون عصيّة عن الحلّ. ولهذا قالَ الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿فَــــأَعْــــرِضْ عَـــنْــهُــمْ وَانــتَــظِــرْ إِنَّــــهُـــم مُّـــنــتَــظِـــرُونَ﴾.
ومن هذا المنطلق تمسَّك بكلّ ما يسعدك، وتجاهل وابتعد عمّا يغيظك ويمقتك.
فالله هو الصاحب في الشدّة، والمؤنس في الوحدة، والحافظ في الغربة. هو وليّ النعم، وكاشف الكرب، وسامع الدعاء، وراحم العبرات، ومقيل العثرات.
ارضَ اللهمّ عنّي وعن أحبّتي فما بعد رضاك إلّا الجنّة.
اللهمّ يا حيّ يا قيّوم أذقني وأحبّتي برد عفوك، وحلاوة حبّك، وافتح مسامع قلبي وقلوبهم لذكرك وخشيتك، واغفر لي ولهم بكرمك.
اللهمّ اجعل تواصلنا بِرًّا، وكلامنا ذِكرًا، ومحبّتنا فيك طول العمر.
آمين يا ربّ العالمين.