أربعة صواريخ خارقة للتحصينات، كانت كفيلة بفجر دامٍ على بيروت، وتحديداً منطقة البسطة، بعدما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة عنيفة على مبنى مأهول بالسكان في منطقة فتح الله في حي البسطة، مما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً واصابة 33 اخرين بجروح كحصيلة أولية. واستكمل العدوان الإسرائيلي غاراته في الضاحية الجنوبية منذ ليل الجمعة وحتى صباح السبت، كما لم تهدأ وتيرة عنفه مستهدفاً الصيادين عند شاطئ صور الجنوبي، بمسيرّة ما أدى إلى استشهاد شخصين.
وعلى بعد أمتار قليلة من الغارة التي استهدفت منطقة البسطة في وقت سابق، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً على منطقة مأهولة بالسكان، وسط تصعيد خطير تنحو إليه إسرائيل بإدخالها بيروت ضمن دائرة استهدافها ومن دون إنذار. هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مبنى في منطقة فتح الله بصواريخ وصل صداها العنيف إلى مناطق مختلفة من بيروت، وهو ما يؤكد عملية الاغتيال التي تحدثت عنها وسائل اعلام إسرائيلية فيما لم تتضح المعطيات بعد، ولم يصدر لغايته أي بيان رسمي إسرائيلي عن الشخصية المستهدفة، وما إذا كان ما فعلته إسرائيل بالامس هو مجرد تبرير لها لضربها قلب بيروت بدون انذار.

صواريخ ضد التحصينات
تصعيد خطير أرادته إسرائيل باستهداف البسطة، واللافت أنّ الاعلام الإسرائيلي نقل معلومات متضاربة بشأن المستهدف، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أنّ هدف الهجوم في بيروت هو القيادي في حزب الله محمد حيدر.

وكانت القناة 12 العبرية أشارت بعد دقائق على الضربة أنّ المستهدف هو الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. وسط معلومات تفيد بأنّ المواد المستعملة في عملية الاستهداف هي صواريخ ضد التحصينات وشبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية لبنانية أنّ "4 صواريخ على الأقل أطلقت في هجوم جوي إسرائيلي على وسط بيروت".

من جهتها، ذكرت صحيفة "تايمز اوف أسرائيل" ان المستهدف في غارة بيروت هو القيادي في حزب الله طلال حمية، لتعود وتجري تعديلاً على الخبر وتقول إنّ الحديث عن حمية يأتي في اطار الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي العبرية. امّا القناة 14 الإسرائيلية المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، فأشارت إلى أنّ "سلاح الجو هاجم فجر اليوم مبنى وسط بيروت والمستهدف قيادي بارز في حزب الله".

والجدير ذكره أنّ عمليات رفع الانقاض ما زالت مستمرة في شارع المأمون في البسطة الذي استهدف فيه الطيران الإسرائيلي مبنى من ثماني طبقات، ودمره بالكامل.

قصف على الضاحية
وبعد التهديدات التي وجهها المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني في الحدث وشويفات العمروسية بضرورة إخلائها، بدأ الطيران الحربي الإسرائيلي بضرب أهدافه في الضاحية، وأولى الغارات اليوم كانت على منطقة العمروسية ـ الشويفات بالقرب من الجامعة اللبنانية، تبعتها غارة ثانية على المنطقة نفسها. وافيد أنّ عدد الغارات وصل إلى 3 حتى اللحظة.

وعن ضربه الضاحية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراتٍ من سلاح الجو هاجمت مقرات عديدة ومستودع أسلحة وبنى تحتية عسكريّة تابعة لحزب الله، وذلك  في سلسلة ضربات وغارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
يأتي ذلك بعد ليلة شهدت غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية وتحديداً مناطق الغبيري وبئر العبد وحارة حريك.

مسيّرة على صور
ويستمر العدوان الإسرائيلي بارتكاب جرائمه مخلفاً المزيد من الضحايا. وفي وصور، قامت مسيّرة إسرائيلية باستهداف الصيادين على شاطئ صور الجنوبي، ما أدى إلى استشهاد شخصين. ، إذ أفادت معلومات أنّ مجموعة من الصحفيين كانت على  بعد حوالى 50 مترا من الغارة التي شنّتها المسيرة الاسرائيلية.

وفي الجنوب ايضاً، شنت الطائرات الإسرائيلية الحربية غارة على المنطقة الواقعة بين كونين و عيناثا، وغارة على البياضة في صور. كما تعرضت التلال المحيطة ببلدتي كفرتبنيت والنبطية الفوقا وبلدتا ارنون ويحمر الشقيف لقصف مركز.

واستمرت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى قضاءي صور وبنت جبيل من الليل الفائت وحتى صباح اليوم، حيث أغار الطيران المسير على بلدة طورا مستهدفا دراجتين ناريتين، ما ادى إلى سقوط شهيدين نعتهم لاحقا شعبة حركة "امل" في طورا. كما أغار الطيران الإسرائيلي على بلدات: المجادل، السماعية، شمع، طيرحرفا، الضهيرة، الجبين واطراف ديرقانون راس العين.

وطال القصف المدفعيّ المتقطع ليل امس وحتى فجر اليوم، قرى القطاعين الغربيّ و الاوسط، فيما مشطت قوات الاحتلال بلدات عيتا الشعب، رامية، الضهيرة والجبين.

وفي المقابل، يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية تفجير عنيفة جداً، في مدينة الخيام، وقد سمع اثنان منها صباحاً، ووصل عصفها الى البلدات المجاورة. ترافق ذلك مع  شن غارتين على الخيام كما شملت عمليات تفجير المنازل في شمع وطيرحرحا.

صواريخ على حيفا
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن "سقوط شظايا صواريخ في منطقة الكريوت وتضرر عدد من المركبات"، كما تحدثت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عن إطلاق صفارات الإنذار في حيفا والكريوت.

كما افادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن "الجيش الاسرائيلي أعلن رصد 5 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه حيفا".