ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
هند مطر "نضال إمرأة" حكاية إمرأة فلسطينية من غزة
الجمعة 29 11 2024 09:34جنوبيات
في «نضال إمرأة» تقدم الكاتبة هند مطر محكية روائية عن الوطن الفلسطيني خلال عملية «طوفان الأقصى» في غرة الأبيّة، وما رافق شعبها من معاناة داخل حدود الوطن وخارجه حيث تحوّلت المدينة الآهلة، ومرافق الحياة المختلفة، إلى محیط مشتعل بالنار، يُنبئ بكارثة يصعب الخروج منها، إذا لم يَحدث تَحوّل حاسِم يُغيّر من سياسات إسرائيل التوسعية.
هذه الرواية التي تكاد أن تكون مرجعاً للمرحلة التاريخية التي تعنى بها، تُسطّرها الروائية من خلال تجربة إمرأة فلسطينية اتسمت مواقفها بالنضال والإيجابية في مواجهة العدو بدلاً من الاستسلام والهزيمة، ففي فجر يوم 7 أكتوبر 2023 تستيقظ زهرة - بطلة الرواية - على وقع بيانٍ عن فصائل المقاومة يعلن بدء عملية عسكرية تحت اسم (طوفان الأقصى)!
زهرة التي كانت الناجية الوحيدة في حرب غزة 2012 بعد استشهاد عائلتها وهي «طفلة» كتب لها القدر أن تشهد على حرب جديدة في غزة وهي «شابة» على وشك الولادة بعد أن اعتقل العدو زوجها وتركها وحيدة مع جدّتها الثمانينية لتعتني بها خلال رحلة عبور مريرة خاضتاها للخروج عبر معبر رفح إلى مصر، من هنا يمكن فهم نزوع التصوير الروائي إلى تشخيص «اللحظة العابرة»، في حياة النساء الفلسطينيات، حيث تتسرّب إلى تجاويف الشخصيات الروائية إرادة البقاء، عاكسة روح النضال، ولذلك تحضر في الرواية يوميات المهجّرين إلى الضفة الغربية ومعبر رفح وتعاونهم على تخطّي هذه المرحلة الصعبة. وإذا كانت الرواية اتخذت من حرب غزة بكل سوداويتها خلفية لها، إلّا أنها حاولت تثبيت دلالة «اللحظة السعيدة» فيها وذلك من خلال إنجاب زهرة طفليها التوأم وتسمية الطفل الأول (طوفان) والثاني (أقصى)؛ مما يؤشر على بداية ارتباط جديدة بالحياة.
«نضال إمرأة»، حكاية إمرأة فلسطينية مناضلة تتحدّى الخيبات والنكسات في ظل طوفان عظيم يغمر الأمكنة والأزمنة، ويكسر أسطورة العدو الذي لا يهزم. فطالما «هناك أرحام نساءٍ تلدُ في كل ثانية ودقيقة أبطالاً ومناضلين، فإن فلسطين لن تُهزم».
تقول الروائية هند مطر في روايتها «نضال إمرأة»: تزخرُ الذاكرة الفلسطينية بعدد كبير من النساء المناضلات الثائرات اللاتي تَركنَ بصمة لا تنسى، وأثبتنَ حضورهنّ بكل فخر بين أسماء المناضلين، من أبرزهن دلال المغربي، ليلى خالد، هند الحسيني وغيرهُنَّ الكثيرات، حيث كان لهنَّ دور بارز في عدة مجالات، وتميّزت المرأة الفلسطينية عن غيرها بالصمود والمثابرة، واستطاعت أن تصنع لنفسها تاريخاً طويلاً من الكفاح والنضال منذ العام 1948.
«أتوجّه إلى كل النساء عامة، وإلى المرأة الفلسطينية خاصة، أن تُكملَ مسيرة من سبقوها، وأن تُحيي بداخلها نبض الثورة، وأن تناضل مِنْ مكانها ومِنْ موقعها، وفي أي بقعة من الأرض كانت، فإن أصل الثورة ينبع من فِكر امرأة تحترفُ النضالَ كما تحترفُ الأمومة».