بأقلامهم >بأقلامهم
ما أشدّ الظلم..
إذا نظرنا بعمق وتفكير وتحليل لما يجري من حولنا لوجدنا ان لكلّ شيء نهاية، مهما اشتدّ ظلام الليل فلا بدّ من طلوع الفجر، الجميع يعيش الحياة لكن القلّة القليلة من يحياها، الجميع يذوق الموت لكن ليس الجميع من يذوق الحياة، من يفقه أن الأرزاق مقسومة وان المفلح هو من ادرك قيمة الحياة وفهمها فهما معمقاً وبالتالي فإنه تعامل معها على أنها دار عبور، اي مجرد ممرّ للوصول إما الى جنّة عرضها السموات والأرض وإما الى جحيم بائس ، اي إن الحياة دار إختبار للأعمال الصالحة وإمتحان للصبر على الشدائد .
يأتي السؤال لماذا الظلم ؟ ولماذا لا يوجد في الحياة عدالة ؟ ما الحكمة من الإيقاع بالآخر العذاب والألم ؟ ما طبيعة الإنسان الظالم اي ما يطلق عليه بالطاغية؟ لماذا لا مشاعر لا عواطف لا رحمة لا شفقة ؟ لماذا التجريد من الإنسانية وممارسة الغريزة الوحشية ؟ لماذا كل هذه الأشكال من العذابات التي يتفنن ذلك الطاغية بممارستها ؟
تتراءى لنا كل هذه الأسئلة انطلاقاً من الأحداث الأخيرة التي جرت اي الكشف عن كل اشكال التعذيب في السجون ، وقصص وأخبار لممارسات منافية للأخلاق لا يقبلها دين او عرف ، انها اعمال إجرامية اعمال لا تمت للإنسان بصلة، اعمال تأخذ لب الإنسان وتجعله مشدوهاً اي في حالة دهشة واستغراب وتساؤل ، هل يوجد تعذيب اكثر من ذلك ؟
ان سيكولوجية الإنسان تختلف بين البشر فمنهم الصالح ومنهم ليس بصالح، اي منهم من هو متعطش للدم وسفك الدماء والقتل والتعذيب، اي انه يشعر بالمتعة عندما يمارس التعذيب ضد الغير، وهذا ما يسمى بأنه خالف الفطرة السليمة التي إن وصل لها الإنسان افضت به الى السلام الداخلي والسعادة الأبدية ، ومهما علا الظالم وظن انه هو الفائز فإن الله عزّ وجلّ سيضع له حداً لظلمه وستنقلب عليه أعماله الشريرة وسترتد إليه مهما طغى ومهما علا ، فلكل شيء نهاية وما نهاية الإنسان الطاغي سوى الجحيم والموت المحتم .