في فترة سابقة رعى الفنان الراحل فريد شوقي مشروعاً مشتركاً مع مرجعية إنتاجية سعودية ترعى وتدعم إنجاز أفلام جادّة محترمة تكون عبرة لسينما ذات مستوى، وتم رصد ميزانية كريمة تصرف تباعاً على سيناريوهات نموذجية لكن التجربة لم تكمل مسارها وتبرّأ من نتائجها الفنان شوقي وإنسحبت جهة الإنتاج من المشروع عندما تأكّدت من عدم جدوى الصيغة التي كانت معتمدة وتم الإكتفاء بهذه المحاولة وعدم تكرارها.
سنوات طويلة مرَّت، وإذا برؤية خاصة من هيئة الترفيه السعودية تُعيد الأمل إلى التجربة لكن بطريقة مغايرة، ولأن المكتوب يقرأ من عنوانه ظهرت العلامة الأولى من خلال المشروع الأول في سلسلة تتضمن أسماء كبار فناني الزمن الجميل لرصدهم في أشرطة جادّة تحترم قيمتهم وتقدّر عطاءاتهم، فكان فيلم: «الست»، وإختير لإخراجه أقوى شباب المخرجين في مصر موهبة ورؤيا إبداعية: مروان حامد - الإبن الوحيد للسيناريست الراحل وحيد حامد - والذي خاض التحدّي مع رفيقه الكاتب أحمد مراد، وإختار الممثلة منى زكي لدور السيدة أم كلثوم، وسط آراء متناقضة حول تناغمها مع الدور لكنه أكمل المشروع وظهر ملصق الفيلم وتجري حسبة بسيطة لتحديد موعد إفتتاحه.

المهم هنا أن كل طلبات المخرج تأمّنت بالكامل، والمغزى من هذا المدخل الولوج إلى مشروع آخر للهيئة أعلن عنه المخرج السوري أنور قوادري وهو عمل عن الموسيقار فريد الأطرش، وبينما أخذ قوادري ضوءاً أخضر لتصوير فيلم، أعلن أنه يفاوض على مسلسل عن سيرة فريد لتشعّب الشخصيات في حياته من شقيقته المطربة أسمهان إلى علاقته بكبار ذاك الزمان: السيدة أم كلثوم، والموسيقار عبد الوهاب، والعندليب عبد الحليم، ولأن المخرج قوادري يتواصل مع الوريث الوحيد لعائلة فريد - إبن شقيقه فيصل - فإن الأمور قيد النقاش خصوصاً وأن ليلة تكريمية للموسيقار الكبير يجري التحضير لإقامتها في الرياض، وبالتالي فإن المشروع قائم ويحتاج فقط إلى حسمه أيكون فيلماً أم مسلسلاً والجيد هنا أن قوادري له خبرة في الميدانين.
الموسيقار محمد عبد الوهاب سيكون من المشاريع السينمائية القريبة وهكذا هي الحال مع باقي طاقم الكبار الذي صنعوا مجدنا الفني ويجب نقل سيرتهم إلى أولادنا وأحفادنا.