مع دخول موسم عيد الميلاد، لفتت الأنظار ظاهرة جديدة في شوارع لبنان أثارت الدهشة والانتباه: سيارات مزيّنة بإضاءة تشبه تلك التي تزيّن شجرة العيد.

هذا الـ Trend الجديد أصبح حديث الساعة بين الناس، وسط ترحيب عام كونه أضفى أجواءً من البهجة يحتاجها اللبنانيون بعد الفترات العصيبة التي مرّت بها البلاد.

لكن هذه "الموضة الرائجة" فتحت باباً للنقاش حول تأثيرها على السلامة العامة ومدى قانونيتها.

في حديث خاص لـ "نداء الوطن"، كشف أحد المتخصصين في تركيب هذه الأضواء عن الإقبال الكبير على هذه الخدمة، مشيراً إلى أن العديد من السائقين باتوا يطلبون تركيبها على سياراتهم. كما أوضح أن المعدات المستخدمة آمنة ولا تُلحق أي ضرر بطلاء السيارة، ما يطمئن حيال المخاوف المتعلقة باستخدام اللاصق لتثبيت الإضاءة.

وعن التكلفة، أشار إلى أنها تتراوح بين 150 و200 دولار أميركي، وهي أسعار تعكس طبيعة الخدمة المكلفة. وأضاف أن عدد الأضواء المستخدمة يبدأ من 3000 لمبة، وقد يصل إلى 4500 أو أكثر، تبعاً لحجم السيارة.

من ناحية أخرى، استطلعت "نداء الوطن" رأي مؤسسة "YASA" الدولية للسلامة المرورية، حيث أكد نائب رئيسها جو الدكاش أن هذه الظاهرة لا تشكل تهديداً مباشراً للسلامة العامة. لكنه حذر في الوقت نفسه من احتمال تشتيت انتباه السائقين أو المارّة، خاصة في ظل غياب أي إحصاءات حول حوادث قد تكون ناجمة عنها حتى الآن.

أما من الناحية القانونية، شدّد الدكاش على أن قانون السير اللبناني يمنع أي تعديل على مواصفات السيارة، سواء من ناحية الشكل أو اللون، ما لم يتم تبليغ مصلحة تسجيل السيارات والحصول على الموافقة اللازمة.

وبين مؤيد لهذه الظاهرة ومعارض لها، تبقى السيارات المزيّنة بالأضواء الميلادية مشهداً احتفالياً يضفي أجواء من الفرح، لكنه يستدعي في الوقت نفسه المزيد من التوعية حول الالتزام بالسلامة واحترام القوانين، منعاً لأي مآسٍ جديدة قد تحدث على طرقات لبنان... كي لا تتحوّل إلى طرقات موت.