بأقلامهم >بأقلامهم
"إنما الأعمال بالنيّات"!
جنوبيات
في تجربتك مع الحياة، حاول قدر الإمكان أن تكون في منأى عن ألسنة الناس وآرائهم فيك، كي لا تحبط عزيمتك، وتبرد همّتك، وتستسلم لسخريتهم.
فلا تدع النّاس يعرفون عنك سوى سعادتك، ولا يرون مـنك إلّا ابتسامتك. فإن ضاقت عليك توجّه إلى الله بكلّيّتك فينعم عليك من معين فضله الذي لا ينضب.
وإن آلمتك وحدتك فإلى السماء وجّه دعوتك. وإن سألوك عن أخبارك فاحمد الله و ابتسـم.
وإذا رأيت نملة في الطريق فلا تدسها وابتغ بذلك وجه الله، عسى أن يرحمك كما رحمتها. وتذكّر أنّها تسبّح لله فلا توقف هذا التسبيح بقتلك لها.
وإذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمرّ بجانبه لتخيفه وابتغ بذلك وجه الله، عسى أن يؤمنك من الخوف يوم تبلغ القلوب الحناجر.
وإذا اعترضتك قطّة في وسط الطريق، فتجنّب أن تصدمها وابتغ بذلك مرضاة الله، عسى أن يقيك الله ميتة السوء.
وإذا هممت بإلقاء بقايا الطعام، فاجعل نيّتك أن تأكل منها الدوابّ، وابتغ بذلك رضى الله، عسى أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب.
وتذكّر دائمًا هذه المقولة:
"افعل الخير مهما استصغرته فلا تدري أي حسنة تدخلك الجنة. وإذا نويت فعل الخير، فاعلم "إنّما الأعمال بالنيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى".