بأقلامهم >بأقلامهم
"الكتاب المغلق"!
جنوبيات
هناك أشخاص يشبهون الجبال الرّاسيات في علوّ مستواهم ومكانتهم، فهم راقون في أخلاقهم، وذوو طبع خلوق، وأصحاب قلوب صافية ونفوس عالية متيقّنة بالله. هـؤلاء هـم المكسب الحقيقيّ، والكنز الثمين الذي يفتخر به الإنسان ويُباهي به في كلّ زمان ومكان.
أدامكم الله أصدقاء أوفياء وإخوة أعزّاء وأحبّة كرماء، لهم في نفسي بريق كبريق الذهب والألماس لا يصدأ ولا يبلى.
اللهمّ عافنا في أبداننا من الآلام، وعافنا في قلوبنا من الأحزان، وعافنا في عقولنا من الأوهام.
اللهمّ إنّا نعوذ بك من ضيق الصّدر وشتات الأمر، ونعوذ بك من كلّ عمل يخزينا، ومن كلّ أمل يلهينا، ومن كلّ فقر ينسينا، ومن كلّ غنى يطغينا.
اللهمّ بارك لنا في اعمارنا وفي ارزاقنا واجعلنا في رحابك آمنين مطمئنّين، ويسّر لنا طاعتك وحسن عبادتك.
وفي جوهر القول والعمل الدؤوب والصادق:
لا تــــتــحــــدّث عـــن نــفســـك كــثـــيــرًا، فـــالــكُـــتــــب المـــفتـــوحــــة لا تــجـــذبُ الــــقــــرّاء. كُــــن "كـــالـكـــتـــاب الــمــغلــق" لــيــس كـــلّ مــــن عـــبــر قــــرأهُ، بـــل مــــن تـــعــمّــــق فـــيـــه عـــرف قــيـــمــتـــه...
وفي ملخّص القول الفصل:
سَل اللهَ أن يحبَّكَ حبًّا تتجَاوزُ به الحياةَ حتّى تنتهي بكَ وهُو راضٍ عنك. سَلهُ أن يُعظِّمَ الرِّضا في صدرِك، واليقينَ في قلبك،
فتغدو الأمورُ الشَّديدةُ هيِّنةً عليك.
واجعل توجّهك دائمًا إلى المولى عزّ وجلّ بأن تدركك أيّام المنن والعطاء والرخاء، وأن يجعل خاتمة ما بقي من عمرك خيرًا ممّا انقضى، وأن يقدّر لك من الأرزاق أوسعها ومن العافية أكملها.