فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
الرفاعي: لسنا من يغلق طريق العودة!
ما أحوجنا اليوم لرجل الدين المشتبك والمثقف المشتبك
الخميس 16 03 2017 12:45جنوبيات
أكد أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في لبنان، ممثّل "حركة الجهاد الإسلامي"، الحاج أبو عماد الرفاعي، على "تمسك كل القوى الفلسطينية بأمن مخيماتنا، وبأمن الجوار، وبأمن لبنان"، مشدداً على تمتين العلاقة الأخوية التي تربط بين الشعبين اللبناني والفلسسطيني، لما يجمع بينهما من علاقات تاريخية ومصيرية، وعدو واحد يتربص بهما، هو العدو الصهيوني.
وقال الرفاعي في كلمة ألقاها أمس الأربعاء في الحفل التكريمي الذي أقامته الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية وتحالف القوى الوطنية الفلسطينية لمطران القدس الراحل هيلاريون كبوجي، في قصر الأونيسكو في بيروت:
"ما أحوجنا في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ أمتنا إلى رجل الدين المشتبك، كما المثقف المشتبك، على أن للإشتباك عنواناً واحداً فقط هو العدو الصهيوني في أرضنا ووطننا.. الذي نرغب بالعودة إليه اليوم قبل الغد .. فلسنا نحن من لا يرغب بالعودة .. وطريق العودة واضح، ولسنا نحن من يغلقه، فإن شعبنا موجود في لبنان، رغماً عن إرادته، وحل هذه المشكلة يكون بدعم حقه في العودة وتمسكه بأرضه، لا بتحويل هذا الوجود إلى مشكلة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني".
وأضاف:" الجميع بات يدرك حجم المؤامرة التي تستهدف مخيماتنا الفلسطينية في لبنان، وذلك في إطار استهداف حق شعبنا وأهلنا في العودة"، معتبراً أن "التوتير الأمني المتنقل بين المخيمات، ليس له إلا هدف واحد، وهو إبقاء الضغط على شعبنا الفلسطيني، وتهديده بأمنه ومستقبله."
وشدد على "ضرورة بذل كل الجهود، واستمرارها، لمنع الاصطياد في الماء العكر، ولأجل ذلك، فإننا نعمل جاهدين على تعزيز القوة الأمنية المشتركة، والتنسيق مع القوى الوطنية اللبنانية والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، على أن الحلول لا ينبغي أن تكون أمنية فقط، بل لا بد من معالجة كافة القضايا المعيشية والإنسانية والحياتية لشعبنا الفلسطيني."
وأشار إلى أنه "بات و اضحاً أن هناك مساع حثيثة تبذل اليوم بهدف إنهاء قضية اللاجئين، وبما يعفي العدو الصهيوني من مسؤوليته عن تشريد شعبنا، على حساب اللاجئين أنفسهم، وعلى حساب الشعوب العربية المضيفة، ولذلك، نقول إن رفض التوطين هو مسؤولية الجميع، لئلا يفلت العدو من جرائمه، ولكي لا تتحول قضية اللاجئين إلى ورقة عدم استقرار في مجتمعاتنا."
وأضاف ممثّل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان:" إن من واجبنا جميعاً أن تبقى قضية اللاجئين سيفاً مسلطاً ضد العدو الصهيوني، حتى تحقيق العودة، وأن لا نسمح بتحويلها إلى ورقة تجاذب داخلي، ولا أن يعفى العدو من تحمل مسؤولية جرائمه."
ورأى الرفاعي إن "هذا الشعب الفلسطيني الذي يقدم خيرة أبنائه وقادته، من أمثال المطران كبوجي وباسل الأعرج وغيرهما الكثير الكثير، أبطالاً وشهداء على طريق الحق، يستحق حياة كريمة .. فهذا الشعب، كما مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، أمانة الشهداء في أعناقنا."
وتابع:"ليكن صحيحاً أنّ الرجال يُعرفون بمواقفهم، لأنّ التوقيت الذي يختاره هؤلاء الرجال لاتخاذ مواقفهم يضيف الكثير من معاني الرجولة إلى معدنهم. ومطراننا المقاوم الذي نحتفي به اليوم هو أصدق مثال على ذلك، لا يذكر أسم المطران كبوجي إلا ونذكر المقاومة بكل أشكالها من التصدي لسياسة الاحتلال إلى دعم المقاومة في الموقف والكلمة وبالسلاح أيضاً.
ولأن حياته جسّدت كلّ محطات النضال والكفاح استحق أن يكون مطران المقاومة، إنّ أعظم ما عُرف عن المطران كبوجي ثباته على الحق حتى آخر لحظة من عمره، فلم يضعف. جسّد المطران كبوجي في حضوره المشرّف في القدس في أدواره وأفعاله، وكما في مسيرته الكفاحية جملة معانٍ جعلت منه رمزاً ناصعاً من رموز القضية الفلسطينية التي كانت وستبقى بوصلة المجاهدين، وقضية الأمة المركزية وهو الآتي من سورية التي قدّمت منذ بداية الصراع مع الصهيونية شيخ المقاومين والمجاهدين عزّ الدين القسام إيماناً بأن فلسطين هي قلب العروبة مثلما هي قبلة المسلمين الأولى."
وأوضح الرفاعي "إنّ ما يمثّله المطران كبوجي هو موقف رجل الدين الحقيقي الذي يتمسّك بالحق وبالحقيقة فلا يلقي الاتهامات جزافاً ولا يحرّف الحقائق التاريخية ولا يثير الضغائن."