ما أجمل أن تشرق الشّمس وقد أصبحت قلوبنا صافية، تحمل خيرًا وتنوي برًّا. وما أجمل أن تميل الشّمس للمغيب وقد أمست قلوبنا خالية، لم تحمل حقدًا ولم تضمر شرًّا. وما أجمل أن نخلد إلى النّوم ونحن على يقين أنّ رحمة الله تتجلّى في قلوب الطيّبين الطّاهرين الذين لا يحملون في عقولهم إلّا نسمات إحقاق الحقّ. ولا يحملون في صدورهم عناوين  الغلّ أو الحقد. وما أجمل أن نحلم بوطن ننعم فيه بالأمان، والاطمئنان، والاستقرار، والهناء، وراحة البال، وأن يكون القيّمون على شؤوننا ممّن يخافون الله في أنفسهم، فلا يحقدون، ولا يغدرون، ولا يظلمون، ولا يتهافتون على الفساد وكأنّه خبزهم اليوميّ.

ما أجمل صباح  القلوب الصّافية النقيّة التي تبثّ الأمل بغد أفضل. وما أجمل نقاء المساء من خلال ابتسامة تلمع كنور القمر الهانئ.
"فأجمل ما في وطن المحبّة أن تتوحّد القلوب في طلب الخير لبعضها البعض، وأن تتبادل فيما بينها كلمات المحبّة والمودّة. تلك الكلمات التي تبهج الأفئدة لتبدأ مسيرتها الحياتيّة بابتسامة مشرقة، ووجه وضّاء".
"إنّها ليست المدينة الفاضلة"، بل "المدينة العاملة" على بناء جسور المحبّة والسّلام والثّقة بين أبناء الشّعب الواحد في الوطن الواحد، لا الشّعوب المتناحرة في وطن مشرذم.
وعليه، وعندما نصل إلى بداية سلوك هذا المسلك الصّحيح لبناء الوطن، علينا أن نتذكّر الماضي فلا نعبث بالحاضر، ونتوسّم الخير نحو مستقبل أفضل وغد أجمل لوطن يستحقّ، اسمه "لبنان ".
(فطوبى لمن يحمل ذلك القلب، لتعبيد هذا الدّرب...).