نظرت الى الطبيب نظرة ملؤها الألم والحنين، ثم إلتفتت الى الباب وإذ بالمساعدة تقبل لمساعدة الطبيب في الكشف الطبي، قالت الغريبة للطبيب:  
- هل نبضات القلب على مايرام، انني اشعر احيانا بالغثيان، وخفقان في ضربات القلب؟  
قال لها الطبيب:  
- لا داعي للخوف كل شيء سيكون على ما يرام ولكن المهم ان تحافظي على هدوئك ولا تعرّضي نفسك للتشنجات، وأن تتناولي دواؤك في المواعيد المحددة وبالجرعات الصحيحة.  
استغربت الغريبة من هدوء الطبيب ودقته في المعاينة، وقالت ان هذا الهدوء هو من صفة الحكماء والراشدين الذين لا يتكلمون دون سبب او دون الحاجة، انهم يتكلمون فقط لتوضيح الغموض وتفسير الأسباب.
انتهت المعاينة والغريبة سألت الطبيب عن حالة قلبها ثمّ عادت أدراجها، لكن  ترك الطبيب انطباعا جيدا في مخيّلة الغريبة، وبدأ رويدا رويدا يسكن قلبها وعقلها، بدأت تنظر الى الأحداث نظرة مختلفة عن السابق، بدأت تعيد حساباتها في حياتها.
مع مرور الأيام، أصبح الطبيب  يحتلّ مساحة واسعة من تفكيرها، لذا كانت لا تفهم حقيقة مشاعرها ولا تفهم التغيير الذي بات يرافقها، وبدأ  يتضح لها حقيقة أنها لا تنتمي الى العالم الذي وضعها منذر فيه،  بل تنتمي الى عالم كلّه جمال وخيال وطمأنينة وسكون، حيث حب الروح للروح وحب الحياة بصخبها وضجيجها، انها تنتمي الى عالم الحب الإلهي حيث التقديس للخالق الكامل وتمجيده وطاعته.  
فهل ستعود الغريبة بالذاكرة الى الوراء، لتكتشف حقيقة الأشخاص، ولتهتدي الى طريق النور، وتدرك الأسباب التي دفعتها للوقوع في العالم الذي وضعها به منذر، وهل ستسلك طريق الحرية المنشودة؟