بأقلامهم >بأقلامهم
كيف نقرأ خطاب الرئيس أبو مازن في القمة العربية الطارئة؟



جنوبيات
إن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة العربية الطارئة، يعكس محاولة منه لمواكبة التحديات السياسية والميدانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني في ظل التصعيد الإسرائيلي، خاصة في غزة والضفة الغربية والقدس.
هناك عدة نقاط بارزة يمكن قراءتها واستخلاصها من هذا الخطاب:
1 - العمل على إصلاح داخلي وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
استحداث منصب نائب للرئيس يعكس توجهاً لإعادة هيكلة القيادة الفلسطينية، وربما تمهيداً لمرحلة انتقالية مستقبلية.
العفو عن المفصولين من "فتح" يشير إلى محاولة رأب الصدع داخل الحركة وتعزيز تماسكها ومكانتها، خصوصاً في ظل التحديات الداخلية والخارجية.
التركيز على "إعادة هيكلة الأطر القيادية وضخ دماء جديدة" يعكس إدراكاً لحاجة السلطة والمنظمة إلى تجديد الشرعية وتمتين مؤسساتها وتعزيز الحضور السياسي لها.
2 - موقف سياسي واضح من غزة والضفة الغربية والقدس، وجرى التأكيد على رفض التهجير ورفض ممارسات الاحتلال في الضفة والقدس، خصوصاً في ظل التوسع الاستيطاني ومحاولات فرض وقائع جديدة على الأرض.
الإصرار على تولي السلطة الفلسطينية مهامها في غزة يعكس رغبة القيادة في استعادة السيطرة على القطاع، خاصة بعد تدمير البنية التحتية والفوقية هناك خلال الحرب الهمجية الأخيرة.
3 - التأكيد على البعد العربي والإقليمي والدولي، تناول التركيز على الدعم العربي والإسلامي في ملف إعادة الإعمار، مع التأكيد على أن السلطة يجب أن تكون المشرفة على ذلك، ما يعكس قلقاً من محاولات تجاوزها دولياً.
دعم الجهود المبذولة لعقد مؤتمر دولي للسلام في يونيو/حزيران المقبل، مما يشير إلى استمرار الرهان على المسار الدبلوماسي رغم الجمود الحالي.
4 - الوحدة الوطنية والانتخابات، التأكيد على "مضاعفة الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية" على قاعدة منظمة التحرير، بما يعني رفض أي بدائل عنها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
إعلان الاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية، لكن بشروط وظروف ملائمة، مما يعكس توجهاً نحو تجديد الشرعية، لكن مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام الاعتبارات السياسية والأمنية.
إن الخطاب يعكس و يظهر محاولة جادة لتعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية كجهة مسؤولة عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل في مرحلة حساسة، كما في الوقت نفسه يعكس إدراكاً هاما لحجم الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها اليوم القيادة الفلسطينية.
نتمنى أن تتمكن القيادة الفلسطينية من تنفيذ ما ورد في خطاب السيد الرئيس ابو مازن وان يحظى بدعم كافة الأطراف والاطياف الفلسطينية، وكذلك دعم الاشقاء والاصدقاء، للمحافظة على الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في وطنه، من حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، الى حق المساواة، وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.