بأقلامهم >بأقلامهم
الغريبة: "أهي حالة مميزة؟"
الغريبة: "أهي حالة مميزة؟" ‎الأربعاء 12 03 2025 18:48 د.هبة المل أيوب
الغريبة: "أهي حالة مميزة؟"

جنوبيات

مرّ الطبيب من أمامها ليرد على الهاتف وأجاب بصوت متهدج نعم لا يمكنني اعطائك موعداً بعد غد، فأنا لا آتي الى العيادة.
ساد صمت حذر، ثم قال لها أيناسبك بداية الأسبوع القادم فأنا استطيع أخذ مواعيد.
انهى المكالمة بالإيجاب والترحيب بالمريض، والغريبة تنصت وتستمع بإنتباه شديد.
غاب الطبيب عن نظرها وبدأت الأفكار تجوب في ذهنها، هل انا مجرّد حالة عند الطبيب أم أنه يميزني عن الآخرين، هل هو لطيف بأسلوبه معي، أم انه لطيف مع جميع المرضى، أخذت نفساً عميقاً وتنفست الصعداء.
قالت لها المساعدة، لا بدّ من الإنتظار فالطبيب سيأخذ قسطاً من الراحة.
الغريبة تنتظر بشوق كبير وترقب وصبر شديد، فهي ستدخل عند الطبيب بعد حين، تمنت في سرّها لو أن الطبيب يكنّ لها نفس المشاعر التي تجول في خاطرها، أفكار كثيرة تتصارع في ذهنها لكن تجلس هادئة تماماً وتنتظر.
سمعت مساعدة الطبيب تناديها، تبسمت ابتسامة خجولة ودخلت الى مكان الكشف، ألقت التحية اليه متجاهلة كل ما تكنّه في داخلها، انها تنفصل تماماً ، انها غريبة بكل ما فيها.
جلست في الجهة المقابلة تماماً نظرت في عينيه، بدأت نبضات قلبها تهتز والحيرة تأخذها بعيداً، عن ماذا سأحدثه لكي أطيل الكلام والوقت برفقته، بدأت تبذل جهداً فكرياً وأخيراً قالت له، بماذا استفيد إذا قمت بالتمارين الرياضية، فهل وضع القلب سيتحسن؟
لم يردّ الطبيب ولم يجاوب تابع الكشف بصمت لبرهة ثم ردّ بإغماض عينيه بإحكام مع اغلاق رموشه معاً.
شعرت بالخجل الشديد وصمتت وهربت من ذهنها كل الأسئلة التي كانت ستسأله عنها، قالت في سرّها: يا لك من فتاة ساذجة كان بإمكانك إطالة الحديث أكثر.
عادت الى منزلها وهي في حالة هدوء تام فالأفكار تجوب في ذهنها وتكاد تموت لمعرفة اذا كان الطبيب يميّزها عن الباقين أم لا.

المصدر : جنوبيات