بأقلامهم >بأقلامهم
"الواسطة"!



جنوبيات
يُحكى في الزّمن المعاصر حيثُ الطعن في الخواصر، أنّ شابًّا استيقظ ذات صباح، وأعدّ نفسه، واستجمع أفكاره، وذهب إلى إحدى المؤسّسات العامّة بُغية إجراء مقابلة عمل، وكلّه ثقة في مؤهّلاته العلميّة وكفاءته الفكريّة.
مَثل هذا الشابّ أمام اللجنة الفاحصة التي سألته بداية: ما هو الشيء الذي يتكلّم جميع لغات العالم؟
أجاب من فوره: إنّه الصدى.
ثمّ سُئل: ما هو الشيء الذي فيه أكثر من جناح ولا يطير؟
أجاب: الفندق.
ثمّ سُئل: ما هو الشيء المكوَّن من أربعة حروف إذا أكلت نصفه تموت، وإذا أكلته كلّه لا يصيبك أذى؟
أجاب: سمسم.
ثمّ سُئل: من هو الرّجل الذي يستطيع أن يقف على الأرض ورأسه فوق النّجوم؟
أجاب: الضّابط.
ثمّ سُئل: ما هي الشّجرة التي ليس لها ظلّ ولا تعطي ثمارًا؟
أجاب: إنّها شجرة العائلة.
ثمّ سُئل: أين يوجد البحر الذي ليس فيه ماء؟
أجاب: في الشِّعر.
اندهشت اللجنة من ثقافة الشّابّ العالية وإجاباته الصحيحة، فتوجّهت إليه قائلةً:
أحسنت، وأجدت، وإليك السّؤال الأخير:
ما هو الشيء الذي من دونه لا تستطيع أن تحصل على أيّ عمل في جمهوريّة كونكان الديمقراطيّة؟
أجاب (واغرورقت عيناه بالدّموع): الواسطة!
وكان ردّ اللجنة الفاحصة: وهل لديك واسطة؟!
أجاب (وبصوت حزين): لا.. ليس عندي أيّ واسطة!
فكان الجواب الصّادم من اللجنة الفاحصة:
إلى الخلف درْ.. وبالعربيّ الدّارج: "فرجينا عرض كتافك"!!
إنّها "الواسطة" التي قصمت ظهور الشّرفاء، وأرخت بظلالها على ظهور الأغبياء!
علّ زمن العدالة يعود، ويصبح الكفؤ موعودًا بحسن النّتائج والصّدى الإيجابيّ.
على أمل التغيير بإذن الربّ القدير...