بأقلامهم >بأقلامهم
"الواعظ سَكِيب"!



جنوبيات
حدّثني صديقٌ حبيبٌ عن واعظٍ اسمه سكيب، وقف ذات مرّة في النّاس خطيبًا، يعظهم بالتّسامح والتّراحم فيما بينهم، وان يكونوا من الكاظمين لغيظهم عندالامتحان .
وأمام هذه الجموع المحتشدة "أخذه الحال" قائلًا:
"يجب أن نسامح بعضنا بعضًا، إذ كيف نطلب من الله أن يسامحنا ونحن لا نسامح غيرنا من البشر".
وبعد انتهاء كلمته، ابتسم للحضور بسمة رقيقة، ثمّ أخذ زوجته من بينهم وانصرف مغادرًا القاعة بعد الخطبة الشّجاعة.
وأثناء عودته وزوجته إلى المنزل قالت له:
"هناك أمر جلل أريد أن أخبرك به، لكنّني كنت متردّدة. وبعد كلامك اليوم في القاعة أحسست بدافع قويّ للحديث معك بشأنه".
فقال لها:
"تحدّثي يا حبيبتي".
فردّت:
"لقد أخذت ساعتك الذّهبيّة، وبعتها كي أشتري أغراضًا تنقصني".
وفجأة أوقف السيّارة مندهشًا وقال لها: ماذا تقولين؟
فقالت له:
“نعم. كنت محتاجة إلى نقود كثيرة وأنت مشغول عنّي. فلم أجد أمامي سوى هذه الطريقة".
عندها صفعها قائلًا:
إنّها سرقة!
فهل طلبت منّي ولم أعطك؟
فابتسمت رغم قوّة الصّفعة قائلةً:
أردت أن اختبرك إن كنت ستسامحني مثلما وعظت الجموع منذ قليل.
اطمئنّ يا زوجي العزيز، فساعتك ما زالت في يدك، وأنت لم تنتبه لذلك.
وبخلاصة الكلام وأبعاده في مدار الأيّام نقول:
"لا تطلب من غيرك أن يفعل ما أنت تفتقده في حياتك".
فما أكثر الواعظين في بلادي، وهم في الجهل قابعون!