أيّها الصّبح المنبلج من ظلمة العتمة، معك يشقّ النّور دربه فيشعّ أملًا بيوم جديد.

ما أجمل أن نراك نقطة صفر للانطلاق مجدّدًا نحو آفاق تتفتّح معها زهور الخير في بستان حياتنا، فنطوي صفحات الماضي لنفتح معك صفحة تليدة تبشّر بقدوم أيّام طيّبة علّها تأخذ معها تعب السّنين وكلّ شيء حزين.

ومع بداية صفحة جديدة من عمرنا، نتوجّه إلى الله بكلّيّتنا ونقول:

إلهنا وجدناك دائمًا رحيمًا فكيف لا نرجوك.

ووجدناك ناصرًا ومعينًا فكيف لا ندعوك.

فمن لنا إن لم تكن معنا، ومن ذا الذي سيضرّنا إن حفظتنا.

فكن معنا يا ربّنا في كلّ شؤوننا فإنّنا فوّضنا أمورنا كلّها إليك.

اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممّن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْنا رحمةً تُغنينا بها عن رحمةِ مَن سواك.

اللهمّ نبّهنا لذكرك في أوقات الغفلة، واستعملنا لطاعتك في كلّ لحظة.
أسألك يا ربّ أن تنعم على بيوتنا بالسّكينة والسّلام والطّمأنينة وراحة البال.

وأخيرًا وليس آخرًا، أسال الله أن يهبني وإيّاكم عفوًا يكفينا وعتقًا من النّار ينجينا ومقامًا عاليًا في الفردوس يعلينا، ونظرة لوجهه الكريم ترضينا.
 هذه هدايا الكريم الوهّاب لا حرمني الله وإيّاكم منها.
آمين يا ربّ العالمين