أثارت تصريحات وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، التي تناولت الرسوم الجمركية وما أنفقته الولايات المتحدة لتحرير الكويت من الغزو العراقي، جدلاً كبيراً في الأوساط الكويتية، حيث اعتبرتها شخصيات سياسية واقتصادية محاولة استفزاز وابتزاز مرفوضة.

تصريحات تثير الجدل
قال الوزير لوتنيك في حديثه: "أنفقنا ما يقرب من 100 مليار دولار لتحرير الكويت، لكنها اليوم تفرض أعلى الرسوم الجمركية على بضائعنا". واستشهد بتكاليف إعادة إعمار الكويت عقب الغزو، زاعماً أن بلاده قدمت تسهيلات اقتصادية كبرى.

ردود فعل كويتية غاضبة
الوزيرة والنائبة السابقة جنان بوشهري وصفت التصريحات بأنها ليست عابرة، مشيرة إلى أن هذه الأفكار ليست جديدة، إذ سبق أن طرحها الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأضافت: "على الحكومة تعزيز الوحدة الوطنية والتصدي لأي فتنة".

من جانبه، أكد النائب السابق صالح عاشور ضرورة قراءة هذه الرسائل بدقة لضمان حماية المصالح الكويتية العليا. وطالب بتقييم السياسات الاقتصادية والتعامل بحذر مع أي تغييرات عالمية.

أما النائب السابق أسامة المناور، فكذّب تصريحات الوزير، موضحاً أن إجمالي كلفة تحرير الكويت بلغت 60 مليار دولار، تحملت الكويت والسعودية منها النسبة الأكبر.

تحذيرات من الابتزاز الاقتصادي
الدكتور عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، وصف الوزير بـ"جامع أموال لحملات ترامب"، معتبراً تصريحاته مجرد تسخين لمواقف تصعيدية ضد الكويت. وأشار إلى أن رسوم الجمارك في الكويت من الأدنى عالمياً، مما ينفي صحة الادعاءات.

عبدالعزيز العنجري، رئيس مركز "ريكونسنس"، رأى في التصريح تصعيداً علنياً، داعياً الحكومة إلى مراجعة سياساتها الاقتصادية والتحالفية قبل مواجهة ضغوط غير مسبوقة.

رسائل أميركية مغلوطة
الحركة التقدمية الكويتية أصدرت بياناً أدانت فيه التصريحات، واعتبرتها محاولة ضغط على المواقف الكويتية الرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي ولتعزيز الشراكات مع الصين.

ختاماً، تتطلب هذه التصريحات قراءة عميقة وتحركاً دبلوماسياً ذكياً لضمان حماية المصالح الوطنية، خاصة في ظل المتغيرات العالمية.