عام >عام
تحفيز الدماغ إلكترونياً أحدث علاج للباركنسون
تحفيز الدماغ إلكترونياً أحدث علاج للباركنسون ‎الأربعاء 12 04 2017 12:28
تحفيز الدماغ إلكترونياً أحدث علاج للباركنسون


يحتفل العالم في 11 أبريل (نيسان) من كل عام باليوم العالمي للشلل الرعاش أو داء باركنسون، وتتابع التوعية بالمرض طوال هذا الشهر. وتتم الإضاءة اكثر فأكثر على الجراحة بتقنية التحفيز العميق للدماغ Deep Brain Stimulation التي اثبتت فعالية جديدة في علاجه.

لم يعد «الخيال العلمي» باباً من أبواب الرواية بقدر ما صار رؤيوياً تغرف منه شركات الانتاج السينمائي معظم نتاجها مع تتالي الافكار المستقبلية الخلاقة. هكذا ظهر الإنسان الآلي، أو نصف الآلي (السايبر). كما بدأ الحديث عن الذكاء الاصطناعي وقدرة الحاسوب على اتخاذ القرارات المستقلة والمصيرية. في نفس الوقت الذي بدأت فيه الابحاث تتحول الى التركيز على الجراحات الميكروسكوبية في تصنيع وزرع الرقائق الالكترونية والدارات الكهربائية داخل الجسد البشري بالتزامن مع محاولات اختراق خرائط الجينات البشرية لتعديلها.

هذه «الشطحات» الخيالية التي بدأت تتحول الى مختبرية بدأت تستهلك مليارات الدولارات من ميزانيات الأبحاث في السر والعلن والمقصود بـ«السر» تسرب بعض الانجازات إلى عالم الإعلام ثم تتوارى عن الساحة بقدرة قادر مؤكدة أن ما خفي كان أعظم ولم نرَ من جبل الجليد إلا قمته.
فالأبحاث ولا شك مستمرة. والنتائج سرية نجحت أم فشلت التجارب. في حين تفجرت كل طاقات الانتاج السينمائي في خدمة «الخيال العلمي» وسيناريوهاته المذهلة والتي بدأت تركز على انسان «سوبرمان» الكتروني يُحاكي القدرات الذهنية البشرية وانماط عملها. مع القدرة على التعلّم والاستنتاج في مجالات لم يبرمج لها مسبقاً. ولعل ابسط مثال على تحول الخيالات العلمية إلى وقائع طبية يمكن القاء الضوء على عمليات التحفيز العميق للدماغ DBS التي شرعتها هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA أواخر تسعينيات القرن الماضي حيث تم معالجة أكثر من مئة ألف مريض باركنسون حول العالم.
تحفيز الدماغ
والتحفيز العميق للدماغ، هو تحفيز كهربائي خفيف للدماغ يؤثر على التحكم في الحركة، يتم عبر محفز عصبي يزرع في الجسم، أو «جهاز تنظيم نبضات الدماغ»، ويعيق الإشارات في الدماغ التي من شأنها أن تتسبب بأعراض مثل التصلب وبطء الحركة والرجفان. ولا يحتاج المرضى إلى مزيد من التدخلات الجراحية متى تم زرع هذه الأجهزة لهم التي تتم برمجتها وصيانتها من الخارج.
ويتم تركيب جهاز التحفيز الكهربائي على مرحلتين حيث يتم في المرحلة الأولى تركيب أقطاب كهربائية رقيقة داخل نويات محددة: في عمق الدماغ، وهي مرحلة تتم تحت التخدير الموضعي عادة بالإضافة الى التخدير البسيط في مراحل العملية الجراحية ليتم التأكد من راحة المريض أثناء تركيب الأقطاب الكهربائية، وبدايةً يتم تثبيت جهاز التوجيه الجراحي ثلاثي الأبعاد على رأس المريض وعمل أشعة مغناطيسية لتحديد أبعاد النويات الدماغية وهي الهدف للأقطاب الكهربائية، بعد ذلك يتم وضع أقطاب كهربائية لتخطيط الدماغ لتحديد النويات الدماغية وعمل اختبارات لتحديد مدى استجابة المريض للتحفيز الكهربائي.
بعدها يتم تركيب الأقطاب الكهربائية الدائمة وتثبت في الجمجمة، وبعد هذه المرحلة يتم عمل أشعة لتحديد موقع الأقطاب داخل الدماغ وأي تغيرات بعد العمل الجراحي.
وفي المرحلة الثانية يتم فيها تركيب مولد النبض الكهربائي للتحفيز المستمر والذي يوضع تحت التخدير العام، وتوضع البطارية تحت الجلد أسفل عظم الترقوة في أعلى الصدر وتوصل بأسلاك تحت الجلد بالأقطاب الكهربائية، ويقوم الفريق المعالج لاحقا بتشغيل وبرمجة الجهاز باستخدام جهاز ريموت خاص، وهذه المرحلة تحتاج تعاون المريض والمواظبة على المواعيد لتحديد البرمجة
ويحتوي الجهاز على عدة مكونات تبدأ بالقطب الكهربائي وهو سلك لا تتعدى سماكته 1.2 مليميتر ينتهي بأربعة أقطاب كهربائية على الطرف الذي يتم زرعه داخل الدماغ.
ومولد النبض الكهربائي أو المحفز العصبي هو جهاز صغير يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، يحتوي على بطارية ومكوّنات إلكترونية، يتم زرع المحفز العصبي تحت الجلد في أعلى الصدر أو في منطقة البطن، ويقوم بتوليد النبضات الكهربائية اللازمة للتحفيز.
المكوّنات الخارجية تحتوي على جهاز تحكم لتعديل بيانات جهاز التحفيز العصبي، ويمكن تعديل النبضات الكهربائية من دون تدخل جراحي من قبل الطبيب عبر جهاز تحكم الطبيب وإرسالها بواسطة التتبع اللاسلكي إلى جهاز التحفيز العصبي المزروع.
المارد الإلكتروني يفلت من عقاله الرقمي.ويقرع بعنف ابواب المستقبل القريب.فمن الذي سينتصر في الصراع القادم على السلطة والقيادة أهو الجنس البشري؟ أم الهجين نصف الآلي ؟! أم حاسوب الكتروني آلي بالكامل!
الآتي أعظم!.. لا شك ولا ريب بأن الآتي اعظم !!

عمليات الباركنسون.. البداية والتطور

العملية الاولى في الشرق الاوسط لعلاج شلل الرعاش باستخدام تقنية التنبيه الكهربائي قد اجريت بتاريخ 12 اكتوبر (تشرين الاول) 1999 في مركز «الباركنسون والحركات اللارادية» للمعالجة والابحاث قبل فريق مكون من الدكتور بول بجاني مدير المركز واخصائي في مرض باركنسون والدكتور جورج نهرا جراح الدماغ والاعصاب تحت اشراف الدكتور كمال كلاب رئيس قسم الامراض العصبية. وأما احدث عملية اجريت في بيروت ففي مطلع هذا العام حيث اجراها جراح الدماغ الشهير يوسف قمير لي شخصيا في مركز كليمنصو الطبي عاونه فيها طبيب الاعصاب الدكتور رشدي الاحدب وتكللت بالنجاح والحمد لله.

 

المصدر : اللواء