أحيا التنظيم الشعبي الناصري الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل القائد الوطني الكبير مصطفى معروف سعد، من خلال لقاء تكريمي أقيم عند ضريحه في جبانة صيدا الجديدة – سيروب، برعاية الأمين العام للتنظيم، النائب الدكتور أسامة سعد.

وشارك في المناسبة حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والبلدية، إلى جانب ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، وفعاليات دينية وثقافية وإعلامية، بالإضافة إلى عائلة الراحل وأصدقائه ومحبيه.

وقد استُهل اللقاء بقراءة الفاتحة عن روح الفقيد، ووُضعت أكاليل الزهر على الضريح، وفاءً لمسيرته النضالية وتاريخه المقاوم في وجه الاحتلال والظلم والتبعية.

في كلمة وجدانية مؤثرة، وجّه النائب أسامة سعد تحية إلى روح شقيقه الراحل، فقال: "أفتقدك أخًا وقائدًا وسندًا وملاذًا… رحل الشهم، الشجاع، الوفي، المعطاء… رحل مصطفى من حياته القاسية، وظل إرثه النضالي المجيد عصيًّا على الرحيل… أجمل الأمور الوفاء، فتحية لكم أيها الأوفياء."

وانتقد سعد في كلمته الواقع العربي الراهن، متحدثًا عن الاحتلال والقهر والاستبداد وغياب العدالة، مشيرًا إلى أن السبب الجوهري هو تراجع الوطنيين الأحرار أمام منظومات القمع والتبعية.

وأضاف: "إنه الاستبداد والتطرف الديني والارتهان للخارج… إنه انكفاء الوطنيين العرب التقدميين قبل أن تكون مؤامرات الخارج."

ودعا إلى إعادة الاعتبار للمشروع العربي النهضوي التحرري: "لننهض بأدوارنا ونسير على سكة الحرية والعدالة والوحدة والتحرر… سكة عبد الناصر، سكة معروف ومصطفى، وكل أحرار هذه الأمة."

وتوقف سعد عند أوضاع مدينة صيدا، مؤكدًا أن المدينة تعاني من ملفات مزمنة لا تحتمل المعالجات السطحية، وقال: "صيدا منهكة بملفاتها الصعبة… لا تُعالج بالترقيع. ساد الترقيع طويلًا مع البلديات السابقة، وانتهى إلى فشل ذريع… وكأني أراه يتكرر اليوم."

وحمّل البلدية الجديدة مسؤولية تقديم رؤية وخطة عمل واضحة قائلًا: "العمل البلدي ليس ترفًا ولا مناسبة للوجاهة… بل هو واجب ومسؤولية عامة. الناس تنتظر، ولن تحتمل استمرار الفشل."

وختم سعد كلمته بتوجيه تحية إلى الأسير اللبناني في السجون الفرنسية جورج عبدالله، مؤكدًا أن طريق المقاومة والتحرر مستمر، وأن مسيرة مصطفى معروف سعد ستظل منارة في زمن الانهيارات والتخاذل