فلسطينيات >داخل فلسطين
المطران حنا: القدس في خطر شديد وما يُرسم لها لا يمكن استيعابه
المطران حنا: القدس في خطر شديد وما يُرسم لها لا يمكن استيعابه ‎الأربعاء 28 02 2018 19:08
المطران حنا: القدس في خطر شديد وما يُرسم لها لا يمكن استيعابه


 

قال رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، المطران عطا الله حنا، إن الحضور المسيحي الفلسطيني في هذه الارض المقدسة، وفي مدينة القدس بشكل خاص، انما هو حضور اصيل جذوره عميقة في تربة هذه الارض المباركة" .

وأضاف المطران حنا، خلال لقائه صباح اليوم الأربعاء وفداً من ممثلي وسائل الاعلام العربية وذلك في ساحة كنيسة القيامة "المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من الغرب، كما انها ليست من مخلفات حملات الفرنجة وغيرها من الحملات التي مرت ببلادنا كما يقول ويدعي بعض اولئك الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا" .

وأكد أن "الانجيل كتب في بلادنا، والسيد المسيح ولد في ارضنا المقدسة، ومن مهده الى لحده وبعد قيامته كان في هذه الارض المباركة، منتقلا من مكان الى مكان ومناديا بقيم المحبة والاخوة والرحمة وخدمة الانسان" .

وتابع المطران حنا: "القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث، ونحن نعتقد بأن الديانات يمكنها ان تتفاعل فيما بينها خدمة للانسانية وتكريسا للقيم المشتركة، فنحن نرفض رفضا قاطعا لغة الكراهية والعنصرية والتحريض والاقصاء، فجميعنا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله ونرفض استغلال الدين لاغراض سياسية، كما اننا نرفض ايضا ممارسة الكراهية والتطرف والعنصرية باسم الدين، لان هذا يسيء للدين ولرسالته في هذا العالم" .

وقال: "القدس مدينة نعتبرها كفلسطينيين بأنها عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، والفلسطينيون في القدس ليسوا جالية او اقلية او ضيوفا عند احد، الفلسطينيون في القدس هم في مدينتهم وفي رحاب عاصمتهم وهم سدنة للمقدسات ولهوية القدس وتاريخها وتراثها" .

وأكد المطران حنا "رفض الاجراءات الاحتلالية الغاشمة التي تستهدف مدينة القدس، والتي نعتبرها تطاولا على المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المدينة المقدسة وينتمون اليها تاريخيا وروحيا وانسانيا وحضاريا ووطنيا" .

وقال إن "الحضور المسيحي العريق في مدينة القدس يتعرض للاستهداف منذ سنوات طويلة فقد استولت السلطات الاحتلالية على كثير من اوقافنا وعقاراتنا وهي تسعى وبوسائلها المعهودة والغير المعهودة للتدخل في شؤون كنائسنا والضغط عليها وابتزازها وقد اتت مسألة الضرائب لكي تميط اللثام عن قضية هي في غاية الخطورة وهي ان مؤسساتنا المسيحية العريقة في مدينة القدس مستهدفة كما وانه يراد افراغ المدينة المقدسة من مؤسساتها المسيحية ومن الحضور المسيحي العريق هذا الحضور الذي له تاريخ لم ينقطع لاكثر من الفي عام" .

واعتبر أن "اغلاق ابواب كنيسة القيامة انما هي رسالة تأتي احتجاجا على الممارسات والسياسات الاحتلالية في القدس والتي تستهدف الحضور المسيحي كما انها تستهدف كافة ابناء شعبنا الفلسطيني ، انها رسالة احتجاج نؤكد خلالها رفضنا للسياسات والممارسات الاحتلالية في القدس ونؤكد بأن القدس ستبقى لاصحابها ولن نستسلم للاجراءات الاحتلالية التي هدفها هو ان نحزم امتعتنا ونغادر مدينتنا ."

وقال: "لن نترك القدس وسنبقى فيها وما هو مطلوب منا كفلسطينيين امام هذه التعديات الغير مسبوقة على مدينة القدس هو ان نكون في خندق واحد وان نكون اسرة واحدة وان نكرس ثقافة الوحدة الوطنية والتآخي الديني لكي نكون اقوياء في مواجهتنا لما يخطط لنا ولمدينتنا المقدسة" .

وأكد أن "القدس في خطر شديد وما يرسم لمدينة القدس من قبل سلطات الاحتلال هو امر لا يمكن ان يستوعبه عقل بشري ، انهم يعملون على تمرير مشاريعهم الاستعمارية الاحتلالية الاقصائية في مدينة القدس ، وهم يستغلون الواقع العربي المأساوي كما انهم يستغلون الانحياز الامريكي والغربي لسياساتهم وممارساتهم ، وهم يسعون لتمرير برامجهم واجنداتهم في المدينة المقدسة".

وناشد المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية في عالمنا "بضرورة العمل من اجل انقاذ مدينة القدس ومؤازرتها ومساعدتها والوقوف الى جانبها ورفض استهداف اوقافها ومؤسساتها العريقة ، كما اننا نناشد امتنا العربية من المحيط الى الخليج بضرورة الاهتمام بما يحدث في مدينة القدس وما يحدث في القدس هو امر خطير للغاية ، كما اننا نناشد اصدقاءنا واحباءنا محبي فلسطين في سائر ارجاء العالم وكذلك جميع المؤسسات الحقوقية بضرورة ان تدافع عن مدينة القدس وان تبرز حقيقة ما تتعرض له هذه المدينة المقدسة من استهداف يطال مقدساتنا واوقافنا ومؤسساتنا العريقة في هذه المدينة التي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا" .

المصدر : وكالات