زار راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمّار، مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في دارته في الجية، ورافقه النائب العام المونسنيور مارون كيوان، رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي وكاهن رعية جدرا الأب جان الخوري، حيث تم التداول والبحث في مختلف القضايا الوطنية على مختلف الصعد، فيما تم التشديد والإشادة بروح الألفة والمحبة والتعاون التي تسود بين ابناء المنطقة في الجبل، وحرصهم على حماية السلم الأهلي والعيش المشترك بين مكونات المجتمع في الجبل ولبنان.
وحضر اللقاء قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو ومدير أزهر لبنان الشيخ أحمد خيال وعدد من العلماء ومدير معهد برجا الفني حامد الجوزو.
بداية تحدث القزي فأشار الى "ان زيارة المطران العمار هي استكمالا لزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لمنطقة اقليم التي تمت الاسبوع الماضي، في إطار التشاور والتلاقي مع القيادات في المنطقة، لتمتين اواصر المحبة وتعزيز الوحدة الوطنية الجامعة"، ولفت الى ان المطران العمار مشهود له بمد الجسور بين مختلف افرقاء وأطراف وأبناء الوطن والبيت الواحد"، ورأى "ان الزيارة لدارة المفتي الجوزو لها  مفعولها ومردودها وخلفيتها الكنسية والوطنية والدينية، عبر اللقاء مع عدد من المشايخ،" واشاد القزي بالعلاقة الحميمة والمتينة مع المفتي الجوزو"،
الجوزو
من جهته رحب المفتي الجوزو بالمطران العمار والوفد المرافق، وشدد على أهمية موقع المرجعيات الدينية في الوطن"، وأثنى على مواقف البطريرك الراعي الوطنية الصادقة والمخلصة من اجل انقاذ لبنان والدفاع عنه"، واكد ان مكانة البطريرك الراعي كبيرة جدا، وهذا ما بدا واضحا من خلال مشاركة مختلف القرى والبلدات في استقباله"، ورأى "ان هذا دليل واضح على طيبة أهلنا في الاقليم والجبل وعدم وجود اية أحقاد أو ضغائن لدى الناس"، مؤكدا اهمية استغلال هذه الفرصة لتبقى هذه العوامل موجودة وراسخة وقوية في التقارب بين الأديان لخدمة وطننا لبنان".
وأكد المفتي الجوزو "حرصه الكبيرعلى الشراكة الوطنية، التي هي لمصلحة لبنان"، مشددا على "التمسك بها والعمل على حمايتها دائما."
وتمنى المفتي الجوزو لو ان زيارة البطريرك للاقليم شملت دار افتاء جبل لبنان للقاء المشايخ والعلماء، لنرفع سويا الصوت عاليا، فكفى صراعات للوصول الى مناصب معينة  على حساب الشعب، فهذا لا يجوز ابدا"، وقال": من يريد ان يصل الى المناصب العليا يجب ان يكون مثلا اعلى في التضحية من اجل انقاذ لبنان، لا ان يفتعل المشاكل حتى يعطل البلد"، وأمل الجوزو الانتقال في المرحلة المقبلة الى التحضيرات لعقد مؤتمر إسلامي – مسيحي في المنطقة ندعو خلاله الناس الى التمسك بهذا الوطن الطيب، والذي هو بحاجة الى المحبة وليس الضغائن."
وأكد المفتي الجوزو على اهمية اللقاءات الوطنية والأخوية لتمتين الساحة الداخلية اللبنانية"، وشدد على أهمية وضرورة جمع الكلمة وتوحيد الصف بوجه الخلافات والصراعات الشخصية"، مؤكدا اهمية العمل لمصلحة الشعب اللبناني وشبابه الذي يتعرض للهجرة."
وراى "ان في لبنان الخلاف طائفي وليس ديني، حيث حولنا الدين الى قبيلة".
العمار
بدوره شكر المطران العمار المفتي الجوزو على محبته وعاطفته  الأخوية الصادقة"، مشددا على "اهمية التواصل والتلاقي بين القيادات الروحية في المنطقة وفي الوطن لخدمة اهلنا ووطننا"، آملا ان تشمل زيارة البطريرك المقبلة للمنطقة دار الافتاء جبل لبنان لنطلق صرخة مشتركة من اجل الوطن."
وشكر المطران العمار جميع قيادات المنطقة وفاعلياتها واهالي الشوف على الحفاوة والروابط الأخوية الصادقة التي عبروا عنها خلال زيارة البطريرك الراعي للمنطقة"، منوها بميزة اهل الشوف واقليم الخروب بتعلقهم بمنطقتهم ووطنهم وحبهم له"، لافتا الى انها زيارة تاريخية، مؤكدا انها ستتكرر ."