عام >عام
تهديدات اسرائيل للبنان ليست بجديدة.. هل هي حرب نفسية أم عسكرية؟
تهديدات اسرائيل للبنان ليست بجديدة.. هل هي حرب نفسية أم عسكرية؟ ‎الأحد 30 09 2018 11:52
تهديدات اسرائيل للبنان ليست بجديدة.. هل هي حرب نفسية أم عسكرية؟

جنوبيات

استغل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو منبر الامم المتحدة، لتهديد لبنان و"حزب الله" فيه، المعترف به مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي واطماع الكيان الصهيوني في لبنان وتهديداته الدائمة له.

فما اعلنه نتنياهو عن وجود مصانع للصواريخ في منطقة الاوزاعي في احدى ضواحي بيروت، واقامة قواعد صاروخية حددها في اماكن هي ملعب "فريق العهد" الرياضي التابع "لحزب الله"، وملعب مجاور للمطار قد يكون "الغولف" والمرسى، حيث اكد رئيس الحكومة الاسرائيلية، ان دولته "ستكافح ايران في لبنان، من خلال "حزب الله" في اشارة منه للحصول على دعم عربي وخليجي تحديداً ضد ايران، اضافة الى التأييد الاميركي، حيث يشن الرئيس دونالد ترامب التهديد تلو التهديد ضد ايران، والغاء الاتفاق النووي معها من جانب واحد.

ولم يكن مفاجئاً ل‍لبنان ولا "لحزب الله" كلام نتنياهو، ولا بيان الجيش الاسرائيلي الذي اشار الى "ان مواقع في حي الاوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي، يصنع فيها "حزب الله" الصواريخ، بدعم من ايران في الخبرة والتكنولوجيا والتمويل والتوجيه، وان اسرائيل لن تسمح "لحزب الله" بالافلات من العقاب.

فتوقيت التهديدات الاسرائيلية، وهي ليست بجديدة، هو ما توقف عنده المراقبون، واقلق اللبنانيين حول جديتها، اذ توجه ناطق باسم الجيش الاسرائيلي الى ان "هذه المواقع والكشف عنها عليه ان يضيئ ضوءاً احمر عند جميع اللبنانيين"، في تحريض منه للشعب اللبناني، ان ينتفض ضد وجود مصانع للصواريخ ومواقع لها، وهو يهدف الى الحرب النفسية، وفق الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس فرحات الذي يؤكد لـ"الديار": ان المسألة تتعلق بقواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006، اثر توقف الاعمال العسكرية وفق قرار مجلس الامن الدولي 1701، فاذا قرر العدو الاسرائيلي الخروج عن هذه القواعد، فان اللعبة تتغير كلياً، وبمعنى ادق اذ قررت اسرائيلي شن عملية عدوانية عسكرية على ما تسميها مصانع صواريخ "لحزب الله" في الاوزاعي قرب المطار، فان "حزب الله" لن يسكت، وسيرد بالمثل ويستهدف ربما مطار بن غوريون في تل ابيب، ولقد اكد الامين العام "لحزب الله" السيد حسن نصر الله، ان المقاومة باتت في جهوزية تامة، وهي لن تقف مكتوفة الايدي اذا ما اعتدت اسرائيل، وسيكون الرد سريعاً وبصواريخ دقيقة.

لكن اسرائيل ستدرس جيداً قرارها في ضرب ما تسميه مواقع ومصانع صواريخ، يقول العميد فرحات، لانها ستقع في ورطة، كما حصل معها في اثناء العدوان صيف 2006، اذ استمرت الحرب 33 يوماً، دون ان تحقق هدفها، وهو ضرب منصات صواريخ المقاومة وتدميرها مع مخازنها، فبقيت الصواريخ تتساقط على المستوطنات الصهيونية كما على المرافئ والمرافق الحيوية والثكنات والمراكز العسكرية، حتى صباح 14 آب، موعد وقف العمليات العسكرية، فكيف سيكون الوضع عليه مع وجود ما بين 130 و150 الف صاروخ، وفق التقارير العسكرية الاسرائيلية.

ورأى العميد فرحات، ان اسرائيل التي ساءت علاقاتها مع روسيا وتوترت اثر اسقاط طائرة "ايل -20" الروسية ومقتل 15 من ركابها، يربكها نشر صواريخ "اس – 300" و"اس – 400" الروسية الصنع في سوريا، مع منظومة الادارة والتحكم، فاذا ما اطلق صاروخ باتجاه طائرة روسية تقترب من الحدود السورية - اللبنانية واسقطت فان حرباً واسعة ستشتعل حيث ان "حزب الله" اصبح في محور مقاوم وان دولاً قد تساعده ومنها ايران وسوريا، مما يؤشر الى ان الحرب لن تكون محدودة مع "حزب الله"، بل مع حلفائه ايضاً، وستدخل المنطقة في حرب اقليمية شاملة، لا تتحملها اسرائيل.

فما اعلنه نتنياهو، هل هو نقل المعركة من سوريا ضد ايران و"حزب الله"، الى الداخل اللبناني، وبالذريعة نفسها، وهي وجود مصانع اسلحة ايرانية، اضافة الى تخزينها، ونقلها الى "حزب الله" في لبنان؟ عن هذا السؤال يجيب العميد فرحات، ويقول: انه سبق لقادة العدو ان هددوا لبنان ومنذ سنوات، بتحويله الى العصر الحجري وتدمير كل شيء فيه وعدم استثناء عاصمته بيروت، وكذلك رفعوا شعار "عقيدة الضاحية"، وتحدثوا عن سقوط "الخطوط الحمراء"، لكن كل ذلك يتعلق بالقرار الاسرائيلي حول قواعد الاشتباك الملتزم بها "حزب الله" الذي كان يرد موضعياً عند كل اعتداء كان يتعرض له داخل سوريا، ووفق الظروف الموضوعية، حيث يبقى ان الحرب تظل نفسية، الا اذا تغيرت قواعد الاشتباك.