عام >عام
البابا فرنسيس عشية زيارة أبو ظبي: صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان
الجمعة 1 02 2019 08:32هيثم زعيتر
أبدى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، سعادته في كتابة "صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان، نؤكد فيها أننا إخوة حتى وإن كنا مختلفين"، والاستعداد "بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد".
وشدد على أن "تنظيم حوار الأديان هذا، يعكس الشجاعة والعزم في التأكيد أن الإيمان يجمع ولا يفرّق، وأنه يقرّبنا حتى في الاختلاف، ويُبعدنا عن العداء والجفاء".
ووجه البابا من خلال "فيديو" باللغة الايطالية، مُترجَم إلى اللغة العربية، رسالة إلى شعب الإمارات، عشية زيارته التاريخة لها، وهي الأولى من نوعها لمسؤول ديني من الفاتيكان إلى منطقة الخليج العربي، تحت شعار "اجعلنى أداة لسلامك"، وتستمر 3 أيام بين الأحد والثلاثاء 3-5 شباط الجاري.
وتوجه البابا في رسالته بالشكر إلى ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد آل نهيان، لدعوته إلى المشاركة في حوار بين الأديان حول موضوع "الأخوة الإنسانية"، شاكراً أيضاً "الصديق والأخ" شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، الذي سيشارك في اللقاء، وقد سبق أن زاره البابا في مصر عام 2017.
ووجّه البابا فرنسيس رسالة مسجلة قبيل زيارته جاء فيها: "شعب الإمارات العربية المتحدة الحبيب،
السلام عليكم!
سعيد لتمكّني من زيارة بلدكم العزيز بعد أيام قليلة، تلك الأرض التي تسعى لأن تُكوّن نموذجاً للتعايش وللأخوة الإنسانية، وللقاء بين مختلف الحضارات والثقافات، حيث يجد فيها الكثيرون، مكاناً آمناً للعمل وللعيش بحرية، تحترم الاختلاف.
يسرني أن ألتقي بشعب يعيش الحاضر ونظره يتطلع إلى المستقبل. لقد صدق طيب الذكر الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، حين قال: "إن الثروة الحقيقية ليست في الإمكانات المادية وحدها، وإنما الثروة الحقيقية للأمة تكمن في أفراد شعبها الذين يصنعون مستقبل أمتهم… الثروة الحقيقيّة هي ثروة الرجال".
أتوجه بجزيل الشكر للشيخ مُحمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، الذي دعاني للمشاركة في لقاء حوار الأديان تحت عنوان: "الأخوّة الإنسانية"، أشكر كذلك جميع سلطات الإمارات العربية المتحدة على التعاون الرائع، وحُسن الضيافة، والترحاب الأخوي، الذي قُدّم بنبل لإتمام هذه الزيارة.
كما أشكر الصديق والأخ العزيز الإمام الأكبر للأزهر، الدكتور أحمد الطيّب، وجميع الذين ساهموا في تحضير هذا اللقاء، على الشجاعة والعزم في التأكيد أن الإيمان بالله يجمع ولا يُفرّق، وأنه يقربنا حتى في الاِختلاف، ويبعدنا عن العداء والجفاء.
إنني سعيد بهذه المناسبة، التي منحني إيّاها الرّب، كي تُكتب، فوق ثرى أرضكم العزيزة، صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان، نؤكد فيها أننا إخوة حتى وإن كنا مختلفين.
وأستعد بفرح للقاء وتحية "عيال زايد في دار زايد"، دار الازدهار والسلام، دار الشمس والوئام، دار التعايش واللقاء!
أشكركم جزيل الشكر، وإلى اللقاء قريباً. صلوا من أجلي!".
ويلبّي البابا دعوة ولي عهد أبو ظبي والكنيسة الكاثوليكية في الإمارات، حيث أعلن الفاتيكان في كانون الأول الماضي عن الزيارة للمشاركة في الحوار العالمي بين الأديان، وهي تسبق ببضعة أسابيع زيارته المقررة إلى المغرب، حيث يعتزم مواصلة نسج العلاقات مع العالم الإسلامي.
وخصّص البابا فرنسيس الكثير من رحلاته إلى دول غير كاثوليكية، ومؤيد بشدة للحوار مع الطوائف المسيحية الأخرى والأديان الأخرى.