عام >عام
المؤتمر القومي العربي: إعلان ترامب 2 حول الجولان، بعد إعلانه حول القدس، تأكيد على وحدة المعركة من فلسطين إلى سورية وإلى كل قطر عربي
الجمعة 22 03 2019 23:18جنوبيات
صدر عن الأمين العام للمؤتمر القومي العربي السيد مجدي المعصراوي ما يلي:
تأتي تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان العربي السوري، وترحيب نتنياهو بها، خطوة أخرى في إطار ما يسمى بصفقة القرن الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإلى تمكين الكيان الصهيوني العنصري الغاصب من السيطرة على الأمّة العربية، أرضاً وموارد وقراراً.
إن مجيء هذه الخطوة، بعد خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني الغاصب، يظهر حجم ارتهان السياسة الأمريكية للمصالح والمطامع الصهيونية، وانتهاكاً فاضحاً لكل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية التي رفضت صراحة ضم الكيان الصهيوني للجولان، كما للقدس وكل الأراضي المحتلة، بل وتأتي تأكيداً لوحدة النضال العربي من فلسطين إلى سورية ولبنان وكل قطر من أقطار الأمّة.
بل أن مجيء هذا الإعلان الرئاسي الأمريكي عشية الذكرى الثامنة لشن الحرب الكونية على سورية، ليكشف الهدف الحقيقي من تلك الحرب المشؤومة التي استهدفت سورية الدولة والوطن، والمجتمع، والجيش، الموقف والموقع في الصراع المصيري والوجودي مع الكيان الصهيوني.
كما أن إطلاق هذا الإعلان الأمريكي في الذكرى السادسة عشر للحرب الأمريكية – الكونية على العراق واحتلاله والعمل على تقسيمه يؤكّد تلازم المعركة من دمشق إلى بغداد وإلى كل عاصمة عربية.
ومجيء هذا الإعلان الجديد، إعلان ترامب الثاني عشية انعقاد قمة عربية في تونس، بغياب عضو مؤسس في جامعة الدول العربية، هو الجمهورية العربية السورية، يشكل استفزازاً واضحاً للأمّة العربية جمعاء على المستويين الرسمي والشعبي، وإدانة واضحة لكل من تورط في الحرب على سورية منتهكاً ميثاق جامعة الدول العربية وسائر المعاهدات والاتفاقات المنبثقة عنه.
إن المؤتمر القومي العربي الذي يضم في رحابه المئات من الشخصيات السياسية والحزبية والنسائية والشبابية، يدعو إلى أوسع تحرك شعبي عربي ودولي لمواجهة هذه القرارات الترامبية الرعناء التي تعبّر عن نزعة استعمارية عنصرية استعلائية مرتبطة عضوياً بالمشروع الصهيوني.
كما يدعو المؤتمر الدول العربية كافة، لاسيّما عشية انعقاد قمّة تونس في نهاية آذار/مارس الحالي، إلى اتخاذ قرارات جريئة واضحة في مواجهة الإعلان الترامبي الجديد على الصعد الإقليمية والدولية، لاسيّما عبر قرارات تاريخية ثلاث:
القرار الأول: احتضان المقاومة العربية للكيان الصهيوني ورفض كل الضغوط الأمريكية والغربية والرجعية العربية الرامية إلى وصم مقاومتها في فلسطين ولبنان بالإرهاب.
القرار الثاني: إسقاط القرار المشؤوم الصادر عن اجتماعات مجلس وزراء خارجية الدول العربية في خريف 2011، بتعليق عضوية سورية في الجامعة، ليس لأن ذلك القرار مخالف لميثاق الجامعة ولروح الأخوة القومية فحسب، بل هو أيضاً تنكر لدور سورية ومواقفها وموقعها في حركة الصراع مع أعداء الأمّة.
القرار الثالث: اعتبار الصراع الرئيسي في المنطقة هو صراع بين الأمّة العربية والمشروع الصهيوني – الاستعماري، وإعطاء متطلبات هذه الصراع الأولوية في الاستراتيجيات والبرامج المعتمدة، ورفض أي محاولة لحرف هذا الصراع عن وجهته الحقيقية، سواء من خلال سياسات التطبيع مع العدو أو من خلال تحويله إلى صراع بيني، بين الأمّة ودول جوارها، وداخل مكونات الأمّة كلها.
إننا إذ ندعو إلى الارتقاء إلى مستوى التحديات المفروضة على الأمّة، فإنما ندعو أيضاً إلى الارتقاء إلى مستوى التضحيات البطولية لأبناء الأمّة وآخرها ما تشهده أرض فلسطين من بطولات نادرة تؤكّد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.