كنا نحلم بمدائن بلا حدود
بأديان بلا قيود
بنسائم تسري بين دروبنا
تبحث عن وعد معهود
فجدائل بلادنا توقد وعد الجدود
جذورنا أرض
ونجمة في سمائنا ما خمدت
مع صراع النجوم
نار تحت الرعود
 
ثلج ثلج ثلج
والأرض عطشى
ماء ماء
والتربة غضبى
هل تهدأ؟
والعشب يسقى؟
عاصفة تنزح
وتنبت الرعب
والزاهدمن الحياة
في صومعة يبقى
كراغب لا راهب
لنقاء الألوان يرقى

خلعت ملابسها الأشجار
وفاضت مرضعة الأنهار
وغابت شمس الحقيقة

جلجامش في بحثه يبتلع الريق
لقد تهاوت الأثمار
فالريح في تخبطها غدت رفيقة
أين عشبة خلود الأعمار؟
إذ نكر الورد الصديق
فالأرض حبّ
والحبّ رحيق

في شموخ الجبال
نوّر قمر الشمس
فهرولت حافية القدمين
فاتحة الجفنين
غاسلة الرجس

في بابنا أمّ وفي الديوان قهوة
نشرب منها دمعة، وفي عيوننا أرزة
نسكب منها شمعة
وألف ألف لوعة تمرّدت
حتٌى غدت جحافل روعة