عام >عام
استبانة رمضان وليس سيبانة رمضان
السبت 4 05 2019 10:20جنوبيات
ان من السنن النبوية منذ فجر الاسلام الاستبانة لغرة كل شهر عربي القمري ومن اهم هذه الاستبانات استبانة هلال شهر رمضان المبارك تبعا لاهمية هذا الشهر المبارك
وانتشر عند الفئة العامة من فئات الشعب وللاسف عند الخاصة وفي الاعلام استخدام لفظ سيبانة رمضان التي هي في الاصل استبانة حيث من السنن الموءكدة ضرورة روءية هلال شهر رمضان المبارك للتأكد متى سيتم تحديد بدء الصيام
لقد كان البيارتة منذ بداية الفتوحات الاسلامية بل جميع المسلمين في لبنان والولايات العربية ينتشرون عند المغرب على الشواطىء في بيروت المحروسة في ٢٩ شعبان من شعبان بهدف استبانة هلال وغرة شهر رمضان المبارك وكان البيارتة يأخذون معهم الى شواطىء الاوزاعي والرملة البيضاء والروشة والمنارة والسنطية وبرج حمود بعض المواد الغذائية وبعض الاطعمة لانهم كانوا يقضون ساعات طويلة قبل المغيب انتظارا واحتفاء باستبانة وقدوم شهر رمضان المبارك الذي انزل فيه القران الكريم وليلة القدر التي هي خير من الف شهر
والحقيقة فاذا تبين لبعض المسلمين المنتظرين عند السواحل ممن هم من ذوي الصدق والاخلاق الحميدة ظهور هلال شهر رمضان المبارك توجه هوءلاء الى المحكمة الشرعية للادلاء بشهاداتهم الشرعية بقولهم نشهد اننا رأينا بأم العين عند المغيب في منطقة الروشة مثلا هلال شهر رمضان المبارك وبعد ان يتأكد مفتي بيروت المحروسة وقضاة الشرع والعلماء من ان الشهود من ذوي الصدق والسيرة الحسنة والايمان وانهم موضع ثقة المسلمين عند ذاك يتداول الجميع بهذه الاستبانة ويتم الاعلان عن بدء الصيام بالتنسيق مع والي بيروت المحروسة وتطلق المدافع من على هضبة السراي الكبير في العهد العثماني
ومن الاهمية بمكان القول انه في حال عدم ظهور هلال رمضان المبارك في ٢٩ شعبان فيتم استكمال شهر شعبان ثلاثين يوما واليوم الذي من بعده يكون حكما بدء شهر الصيام
والحقيقة ففي العهد العثماني كان مفتي بيروت المحروسة ووالي بيروت المحروسة يعلنان ويحددان اليوم الاول من شهر رمضان المبارك وتكون مساجد وجوامع وزوايا بيروت المحروسة مزدانة بالزينات والاعلام الاسلامية والعثمانية تعلوها الايات القرانية الكريمة كما تزدان شوارع بيروت المحروسة ومركز الوالي والسرايات وبلدية بيروت والمؤسسات العثمانية كافة احتفالا بقدوم الشهر الفضيل وماتزال بيروت المحروسة حتى اليوم تحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك
ومما يوءسف له ان عادة وسنة استبانة شهر رمضان المبارك لم يعد البيارتة يتمسكون بها كما كان الاجداد رحمهم الله عز وجل بل ان الكثير يعتقدون ان الاستبانة هي التنزه وشم الهواء في اخر يوم احد من شهر شعبان وليس ضروريا ان يكون ٢٩ من شعبان بل اكثر من ذلك فانهم يقولون رايحين على الاستبانة فيذهبون الى الجبال او الى صيدا المحروسة او طرابلس المحروسة او صور المحروسة او الى المطاعم والمقاهي دون ان يمارسوا سنة الاستبانة ومهما يكن من امر فان مانشير اليه هو الاستبانة وليس السيبانة
كل عام وانتم بخير احبتي من البيارتة واللبنانيين والعرب
مع تحيات وتقدير الدكتور حسان حلاق