فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
بيان لقيادة حركة فتح في فيه يوم الأرض
بيان لقيادة حركة فتح  في فيه يوم الأرض ‎الثلاثاء 30 03 2021 18:21
بيان لقيادة حركة فتح  في فيه يوم الأرض

جنوبيات

صدر بيان عن قيادة حركة فتح  في الساحة اللبنانية جاء فيه "(يوم الأرض هو الذي أسَّس للانتفاضات الشعبية الوطنية المتعاقبة ضد الاحتلال  الصهيوني)".

وتابع البيان "ياجماهير شعبنا الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وفي كل الساحات والمخيمات.

كان يومُ الارض يومَ إضرابٍ شامل للجماهير العربية في الأراضي المحتلة العام 1948، حدث في 30/3/1976 احتجاجا على إغلاق المنطقة(9) المسماة منطقة" المل" حيث تمت مصادرة الاراضي بهدف تهويد منطقة الجليل، وراح ضحيته(6) شهداء.

هذا اليوم اعتبره الفلسطينيون يوماً تاريخياً ومفصلياً في كفاح وصمود الأقلية العربية الفلسطينية في الكيان الصهيوني.

إنَّ ما حصل في هذا اليوم من مواجهات حادة وضع الأساس لعملية تحدي مشاريع الاحتلال الرامية إلى سرقة الأراضي الفلسطينية.

وكان الجانب الصهيوني قد شرع بسنِّ الكثير من القوانين العنصرية الهادفة إلى مصادرة الاراضي العربية التي كانت أصلاً ملكاً خالصاً لأهالي القرى والبلدات العربية. ومن هذه القوانين الجائرة التي استهدفت الاراضي العربية إغلاق المنطقة(9)، والمسماة منطقة(المل)، والتي يمتلك فيها اهالي(سخنين، وعرابة، ودير حنا) مساحات تصل إلى 13500 دونماً.

ومن هذه القوانين الجائرة قانون الاراضي البور، ويقضي بأن  الارض التي لا يزرعها صاحبُها هي أرض بور، ومن حق سلطات الاحتلال الصهيوني بعد سنة السيطرة عليها، واستثمارها، أو توزيعها لمن تريد لمدة خمس سنوات.

أما قانون( أملاك الغائبين) الذي أُقرَّ في 30 آذار 1950، فقد  اعتبرَ كلَّ من تغيَّب عن أرضه خارج حدود دولة الكيان الصهيوني بعد  إعلان مشروع التقسيم في 29 ك2 1947، هو من الغائبين حسب إِتفاقية هدنة رودس مع المملكة الاردنية، - ولكن هذا إعتراف ضمني من الاحتلال بأن هذه الارض لها أهلها وأصحابُها - واذا سُمح له بالوصول إلى أرضه، فلا يستطيع إلاَّ بإذن رسمي وخاص من الحكم العسكري ومن لم يستطعْ فلاحة أرضه لأي سبب كان، اعتبرت أرضُه بوراً، وبإمكان سلطة الاحتلال مصادرتها.

أضف إلى ذلك قانون المواطنة والعودة الذي صدر في العام 1950- 1952 الذي يَعتبرُ مواطناً في حدود دولة الاحتلال كلُّ من تواجدَ هناك (من 14 أيار 1948 إلى 14 تموز 1952)، أما الباقي فقد خسروا أراضيهم. أما بالنسبة لليهود فقد أعطي الحق لهم بالجنسية والإقامة والعودة بغض النظر عن الموقع الذي هاجروا منه، وفي أي وقتٍ شاء. 

ومن القوانين الجائرة أيضاً التي تم اتخاذها هو( قانون استملاك الاراضي) العام 1953 لكل من لم يعدْ إلى أرضه حتى العام 1952 واستثمارها، فيتم مصادرتها والاستفادة منها في مجال الاستيطان، والأمن، والتطوير.

إضافة إلى ما سبق فقد اتخذ( قانون مرور الزمن) العام 1956، وقد نصَّ هذا القانون على وجوب وضرورة إثبات ملكية الارض من جديد، والَّا فإنها تكون معرَّضة للمصادرة، رغم وجود صاحبها عليها واستعماله لها.
أما الأجراء الأخطر والذي شرَّع في إنفجار الوضع فهو إصدار أوامر بعدم دخول المنطقة(9)، وجاء ذلك في وثيقة صدرت في 13

شباط 1976 موقَّعة من أحد رجال الشرطة إلى رؤساء المجالس المحلية الثلاثة في كل من سخنين، وعرَّابة، وديرحنا وهذا نصها:
حضرة المجلس المحلي.

الموضوع: منع الدخول للمنطقة(9).
ليكن معلوماً لديكم أن الدخول للمنطقة(9) ممنوع، وكل من يدخل المنطقة(9) يُعتبر عمله هذا مخالفة جنائية، وأن كل من يقوم بالدخول إلى المنطقة(9) يُعتبر وكأنه دخل محلاً عسكرياً". 

شارك اكثر من 80% من السكان العرب في البلاد في الإضراب  المفتوح الذي راح ضحيته ستة شهداء، وهم:
1- خير ياسين من عرابة البطوف.
2- خديجة شواهنة .
3- رجا أبو ريا.
4- خضر خلايلة/ وهم من سخنين .
5- رأفت علي زهيري من مخيم نور شمس قرب طولكرم.
6- محسن طه من كفركنَّا .

بدأت أحداث يوم الأرض عندما دخلت القوات الصهيونية إلى قريتي دير حنا وعرابة البطوق ليلة 30/3/1976، وقامت هذه القوات باعتداء غاشم على أهالي دير حنا وجُرح أربعة شبان، وأعلنت حظر التجول على القرية، وتفاقم الوضع بتظاهرة في عرابة البطوف جرح فيها العشرات، ووقع أول شهيد وهو خير محمد ياسين، واتسعت المظاهرة بحيث أربكت جيش الاحتلال الذي راح يسعى إلى الخروج من القرية، ولكنَّ الفرقة من الجيش بدأت بعملية اعتقالات واسعة طالت حوالي أربعين مواطناً، ثم انتقلت المواجهات إلى بلدة سخنين عندما سمع أهلها بما حدث في عرابة البطوف، وجُرح في المواجهات حوالي سبعين شخصاً، واستشهد ثلاثة هم رجاء أبو ريَّا، وخضر خلايلي، وخديجة قاسم شواهنة.

امتدت الاشتباكات واتسعت في القرى والبلدان العربية في الداخل، واستشهد محسن طه في كفر كنا، واعتقل الكثيرون هناك. أما في الطيبة فقد خرجت الجماهير واشتبكت مع جنود الاحتلال بالحجارة والعصي،  وأطلقت النار عليهم، وجُرح العشرات، واستشهد رأفت علي زهيري (علماً أنه من مخيم نور شمس القريب من طولكرم، ولكنه كان متواجداً هناك عند أقاربه).

لقد برزت وحدة الموقف والمصير في صفوف أبناء شعبنا هناك بوجه الاحتلال وجنوده ورصاصه.

وهنا يجب أن نذكِّر بأنَّ إعتراف الامم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني كان له الأثر الكبير في رفع الجانب المعنوي لدى أبناء شعبنا في مناطق الثمانية والأربعين.

ولا شك انه كان للمرارة التي يشعر بها الفلسطينيون في مناطق الثمانية والأربعين جراء غياب المساواة، والاستعلاء القومي عوامل سلبية، كما أن هناك تفوُّهات عُنصرية جارحة تُوجَّه لأصحاب الأرض الأصليين، وهناك مثقفون جامعيون في المجتمع الصهيوني كانوا يرون في الاقلية العربية الخطرَ الداهم على الديمواقراطية، وعلى قضية تهويد الجليل، ويتهمون العرب أنهم قنابل موقوتة.
هذا كله جعل العربي يفكر دائماً بكيفية حماية نفسه من العنف النفسي، وأحياناً الجسدي.

لا شك أن إنتفاضة يوم الارض الشعبية، والمواجهات الساخنة ضد جيش الاحتلال الصهيوني أثمرت بعض النتائج الايجابية:

أ- توقُّف حكومات الكيان الصهيوني عن المصادرة العلنية للأراضي العربية نسبياً، واستمراره أحياناً بحجة المخالفات في البناء.

ب-  هذه الانتفاضة الشعبية، وانتفاضة يوم الأرض فرضت على الحكومات والأحزاب الإسرائيلية أن تبحث قضايا الاقلية العربية، وتضعها على جدول أعمالها.

ج- بدأت الحكومات بعد هذا الحدث الصاخب تشكِّلُ لجاناً مشتركة من كلا المجتمعين اليهودي والعربي للبحث في شؤون هذه الاقلية، واحتياجاتها.

د- بدأت القوى والفعاليات العربية بالعمل على تشكيل أحزاب عربية تجسِّدُ مطالبها وتكشفُ عن معاناتها، وهذا ما أدى إلى تشكيل القائمة العربية المشتركة مؤخراً من عدة أحزاب فرضت حضورَها السياسي في تركيبة الكنيست، وترفعُ الصوت العربي المعبِّر عن الواقع القائم.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية كلها، وفي الشتات...

ونحن نحيي هذا اليومَ المجيد من تاريخ شعبنا المكافح فإننا نؤكد بأنَّ هذا اليوم شكَّل منعطفاً استراتيجياً في تصعيد انتفاضاتِنا الشعبية التي تلت يوم الارض وهي الانتفاضة الأولى، وانتفاضة الحجارة في 9/12/1987، والانتفاضة الثانية وهي انتفاضة الأقصى التي كانت أشد عنفا بوجه الاحتلال المدجج بالسلاح في 28/9/2000.

وظلَّت الانتفاضات، والهبَّات، والصدامات تتوالى خاصة في المسجد الأقصى، وخليل الرحمن، والصمود في الخان الأحمر في منطقة القدس، وفي النقب، والأغوار وغيرها.

 نحن اليوم نحتفي بهذه الذكرى المجيدة، ذكرى يوم الأرض  لنؤكد للعالم بأسره بأنَّ شعبنا الفلسطيني أينما كان هو شعبٌ واحد تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أينما كان، بقيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين و المنظمة هي البيت الفلسطيني الذي يضمُّ الجميع، ويجسِّد طموحاتهم الوطنية والسياسية بوجه الاحتلال الصهيوني الغاشم والعدوان المتواصل على أهلنا وأبناء شعبنا في الاراضي الفلسطينية كافة.

يا جماهير شعبنا العظيم..

ليس أمامنا من خيارات سوى خيار الوحدة الوطنية الشاملة، من أجل بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على أرضنا الفلسطينية، وان تخوض الانتخابات القادمة على أرضية الوفاء لمقدساتنا، ولأرضنا المباركة، ولأرواح الشهداء ووفاءً لعذابات وآلام الأسرى في المعتقلات، وان نحسنَ اختيارنا لمن يمثلنا لأنَّ الحمل ثقيلُ والعبء كبير، والأمانة غالية، فنحن لنا عدوٌّ واحد، وهو الذي يحتلُّ أرضنا، ويُعذِّبُ نساءَنا وأطفالنا ومرضانا من الرجال والنساء في الزنازين لكسر إرادتنا،  إلاَّ أننا لن ننسى بأننا شعب فلسطين، شعب الجبارين ، وخلفاء صلاح الدين، وحماةُ الأقصى، وخليل الرحمن، وأرض الإسراء والمعراج، وكنيسة القيامة والمهد، فأرضُنا فيها صلَّى كلُّ الانبياء ليلة الاسراء والمعراج.

علينا أن نشدَّ الرحال، وأن نعقد الايمان، وأن نتطلَّع دائماً إلى آفاق الجهاد، والكفاح والاستشهاد.

المجد والخلود لشهدائنا البواسل.           

العزةُ والكرامة لأسرانا الصامدين.

والشفاء لجرحانا الأبطال.

وإنها لثورة حتى النصر.
 

المصدر : جنوبيات