بأقلامهم >بأقلامهم
معركة الوعي وعي المعركة
معركة الوعي وعي المعركة ‎الاثنين 24 05 2021 11:43 غازي العريضي*
معركة الوعي وعي المعركة

غازي العريضي*

أبرز ما توقف عنده المعلّقون والمحلّلون والمراقبون لمسار الحرب الاسرائيلية على الفلسطينيين ونتائجها، التحولات الهامة التي ظهرت في تعاطي الإعلام العالمي معها وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة الجيل الجديد بفعالية فيها. نجوم عالميون في مجالات الفن والرسم والتمثيل والغناء والتلحين والموسيقى وعروض الأزياء كانت لهم مشاركات في نشاطات ومناسبات ومظاهرات وانتقادات قاسية لجرائم اسرائيل ودعوات لفرض عقوبات عليها. بعض ما سجّل: 

-  الملحن والموسيقي الفرنسي يان تيرسين: شارك في حملة تضامن مع فلسطين وعزف لها على إحدى الآلات الموسيقية. وقال: " فلسطين لوحة الموسيقى والحب والسلام”. 

-  الممثل والمخرج الأميركي مارك رافالو قال: " يواجه 1500 فلسطيني شبح الطرد في القدس. الفلسطينيون يتظاهرون بشجاعة في الشوارع. الحكومة الاسرائيلية ترد بأقصى درجات القسوة. في القدس تتم مهاجمة مئات المتظاهرين العزّل بمن فيهم كبار السن والأطفال. هذا مجرد مثال على الوحشية والعنصرية للاحتلال العسكري الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. هو ظلم استمر لعقود. لقد طفح الكيل. حياة الفلسطينيين ومنازلهم وحقوقهم مهمة”. " أدعو الى فرض عقوبات على الصناعات الاسرائيلية حتى يتم منح الفلسطينيين حقوقاً مدنية كاملة ومتساوية. لقد ساعدت العقوبات على جنوب أفريقيا في تحرير شعبها الأسود. حان الوقت لفرض عقوبات على اسرائيل لتحرير الفلسطينيين "!! اعتمد هذا النص كعريضة دعا الى توقيعها فلبى نداءه  مليون و 700 ألف شخص!! 

-  المغنية زيندايا لديها 94 مليون متابع وجهت " دعوات للتبرع لأهل غزة "!! 

-  عارضة الأزياء بيلا حديد شاركت في مظاهرات في نيويورك وقالت: " نحن سلالة نادرة من النهر الى البحر فلسطين حرة. أن تحاط بكل هؤلاء الفلسطينيين الأذكياء والمحترمين واللطفاء والأسخياء في مكان واحد فأنا أشعر بالارتياح "!!  ونشرت بيلا مع شقيقتها جيجي والمغنية البريطانية دواليبا إعلاناً مدفوعاً بقيمة ربع مليون دولار عنوانه: " أنقذوا الشيخ جراّح”. وجنّ جنون الاسرائيليين وقامت القيامة عليهن نظراً لتأثيره الكبير ونسبة المشاهدين العالية المقدّرة بعشرات عشرات الملايين. 

-  البا فلوريس نجمة مسلسل لاكاسا دي بابيل: رفعت علم فلسطين وقالت: " يكفي قتل هذا الشعب. كلنا مع الشعب الفلسطيني”.
-  الممثلة سوزان ساراندون: " أدين المجازر بحق المدنيين في غزة "!! 

-  الممثل جون كوزاك نشر فيديوهات عن المجازر وقال: " حياة الفلسطينيين مهمة "!! 

-  المغني جون لجند: " لا بد من حماية الشعب الفلسطيني”.

-  الممثل ليام كونينغهام: شارك في مظاهرة أمام السفارة الاسرائيلية في دبلن ودعا الى " وقف الغارات ضد الفلسطينيين”.
-  الفنان براندون فلين كتب عبر حسابه على انستغرام: "  ما يحدث في فلسطين بكل اختصـــار هو استعمار وسرقة أرض. هــــذا ليس نزاعاً، هناك ظالم وهناك مظلــــوم ( فلسطين ).

-  المغني البريطاني وعضو فرقة الروك ( بينك فلويد ) روجر ووترز ندد بالأحداث الأخيرة واصفاً عمليات الإخلاء القسري للعائلات الفلسطينية بأنها تشبه ممارسات الإبادة الجماعية.

-  الممثل وينتورث ميلر وآفا دوفرناي: نددا بالقصف وأبديا تعاطفهما مع الشعب الفلسطيني. 

-  النجمة التشيلية الفلسطينية الأصل إليانا نشرت صورها في مظاهرات لوس انجلوس وأكدت دعمها حق الفلسطينيين ودعت الى وقف العدوان.

-  النجمات والممثلات العربيات أحلام، جويل مردينيان، نوال الزغبي، إليسا، نادين نجيم، ريا ابي راشد، وفاء الكيلاني، بسمة بوسيل، كارمن بصيبص، حلا الترك، نسرين طافش، ياسمين صبري، بثينة الرئيسي، ميرة عبد العزيز، نور الغندور، لجين عمران، وأسيل عمران، هيفا وهبي.... وغيرهن وغيرهن، وغيرهم من الفنانين والممثلين رفعوا أصواتهن وأصواتهم تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وهؤلاء يتابعهم الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي. 

-  في الملاعب الرياضية في عدد من دول العالم رفع نجوم بارزون أعلام فلسطين وكانت الصورة بالغة التأثير. 

-  رسّامون رسموا لوحات معبّرة عن الظلم اللاحق بالفلسطينيين وكان لهم دورهم في إدانة اسرائيل. 

-  كتّاب محلّلون معلّقون من داخل اسرائيل الى آخر مواقع الأرض عبّروا عن مواقفهم على شاشات التلفزة، وفي أكبر الصفحات وأكثرها قراءة وتأثيراً وفضحوا ممارسات الإرهاب الاسرائيلي. 

-  في أميركا ال CNN  و " الواشنطن بوست " " ونيويورك تايمز " نشرت مقالات وتعليقات لعرب وفلسطينيين في سابقة لافتة، عبّرت أيضاً عن إدانة شديدة لاسرائيل!!

-  مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت صور الأطفال والنساء والكبار في السن، الشهداء وصور الأطفال والشباب والصبايا والكبار الذين تعرضوا وتعرّضن للاعتقال والاستهداف من قبل قوات الإرهاب الاسرائيلي وكان صمودهم مميزاً!!

-  وسائل الاعلام ومواقع التواصل نشرت صوراً استثنائية لفلسطينيين يشيّعون شهداءهم ويقولون: " زرعت في قلوبهم الشجاعة والكرامة والانتماء والعزة. شهداء نتبارك بهم.  لن تهزمنا اسرائيل”. وصوراً لناجين منتشلين من تحت الأنقاض رافعين علامات النصر. 

-  كانت وقفات إعلامية وتركيز كبير على القدس والأقصى والشيخ جراّح وخصوصاً الضفة والأهم على الداخل الفلسطيني المحتل. عرب ال 48. سيل كبير من التقارير كتب حول هذا الموضوع. شهادات قدمها فلسطينيو الداخل أثرت كثيراً وأحرجت وحاصرت اسرائيل!! الأمر الذي دفعها الى استهداف الصحافيين والمراسلين الذين استشهد ثلاثة منهم وأصيب آخرون ودمّرت منازلهم ومقراتهم التي هزّ دمارها الإدارة الأميركية نفسها. بعد استهداف مكاتب الاسوشيتدبرس إدّعت اسرائيل أنها موجودة في بناء تستخدمه حماس لممارسة " إرهابها "!!  لو كان الأمر كذلك لماذا لم تكشفه الوكالة ولم تقم بدورها الإعلامي؟؟

-  كتب الكثير. وسيكتب أكثر. ما أوردناه هو عيّنات من الحملة الإعلامية والدور الفعال لمواقع التواصل الاجتماعي. والأهم للتأكيد أن القضية الفلسطينية لم تمت وأن الذاكرة الفلسطينية حيّة " وحياة الفلسطينيين مهمة " ولا سلام ولا استقرار دون حل عادل يعطيهم  حقوقهم. 

اليوم المطلوب فلسطينياً أولاً جمع وتوثيق كل هذه المعلومات والمواقف والنشاطات والتعليقات على مستوى العالم من خلال السفارات، والناشطين، والمؤيدين، ووزارة الثقافة، والمكاتب الثقافية في الفصائل الفلسطينية، وبثها والاستفادة منها لإنتاج أفلام وثائقية وسينمائية، وبث خلاصات وتقارير عنها. مع التأكيد على أهمية ترجمتها الى لغات مختلفة لتنشر في كل أنحاء العالم. إضافة الى ضرورة التواصل مع كل المتضامنين وشكرهم ودعوتهم الى مناسبات ولقاءات وربما لاحقاً زيارات الى الأراضي المحررة والقدس، وقد لا تسمح اسرائيل بذلك لكنه سيفضحها أكثر. هذا كله مؤثر وضروري الى جانب تفعيل شبكات التواصل الاجتماعي والتواصل مع المؤثّرة فيها وبث مستمر لكل الصور والوقائع التي يعيشها الفلسطينيون في ظل الإرهاب الاسرائيلي. إنها معركة الذاكرة والوعي للماضي والحاضر والمستقبل. معركة الوعي هذه انتصرت فيها فلسطين بشهادة كثيرين في اسرائيل وعلى مستوى العالم لا بد من استكمالها اليوم بمزيد من الحضور في الإعلام وتفعيل التواصل مع كل من تضامن مع فلسطين. معركة الوعي تبدأ بوعي أهمية وأحقية ومشروعية وأخلاقية وإنسانية وقانونية المعركة. ربحت فلسطين جولة مهمة فيها اليوم لكنها معركة مفتوحة فليبق استنفار الوعي في أعلى درجاته. 

ملاحظة: أمس سجّل مشهد في ساحات الأقصى. شرطة الإرهاب الاسرائيلي تعتدي على فلسطيني ترميه أرضاً وتدوس على رقبته بما يذكّر بما جرى مع جورج فلويد في أميركا. فلتعمم الصورة وترسل الى الرئيس بايدن وإدارته والى الشعب الأميركي. ماذا سيقولون؟؟

*وزير ونائب سابق

 

المصدر : جنوبيات