لبنانيات >صيداويات
محمد قبرصلي " أبو محمود" يجمع فاعليات المدينة وجمعياتها وعمالها بحفل تأبينه بدعوة من بلدية صيدا ومؤسسة الحريري تكريماً لمسيرته الإنسانية والوطنية
الأحد 18 07 2021 11:36جنوبيات
كما جمعهم في حياته على محبته واحترامه، جمع حفل التأبين الذي اقامته بلدية صيدا ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة تكريماً لذكرى عضو المجلس البلدي للمدينة المرحوم الحاج محمد قبرصلي (أبو محمود) جمعالمدينة والجوار بفاعلياتها ومؤسساتها ونقابييها وعمالها وكل تنوعها مستعيدين ابرز محطات مسيرته الإنسانية والوطنية ودوره في حقول العمل الاجتماعي والنقابي والبلدي والرياضي .
شارك في حفل التأبين الذي أقيم في قاعة مصباح البزري في القصر البلدي للمدينة :" النائبان السيدة بهية الحريري والدكتور اسامة سعد ، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران ، ممثل مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان الشيخ محمود سمهون ، ممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد الأرشمندريت جهاد فرنسيس ، ممثل رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا الدكتور عبد الله كنعان، الدكتور عبد الرحمن البزري ، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الأستاذ مازن حشيشو ، السفير الأستاذ عبد المولى الصلح ، مستشار النائب بهية الحريري لشؤون صيدا والجوار الأستاذ أمين الحريري ، مدير مكتب النائب أسامة سعد الأستاذ طلال أرقدان ، العقيد محمود قبرصلي ، رئيس بلدية البرامية الأستاذ جورج سعد وعدد من مخاتير المدينة وممثلون عن مختلف قطاعاتها ورفاق مسيرة الراحل.
فحضر عن القطاعات الاقتصادية والنقابية " رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف وعدد من أعضاء الجمعية ، ممثل رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد حسن صالح نائبه المهندس عمر دندشلي ، منسق قطاع النقابات العمالية والزراعية في تيار المستقبل في لبنان الأستاذ ماجد سعيفان، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد ،نقيب صيادي الأسماك نزيه سنبل مع وفد من الصيادين، وممثلو عدد من النقابات العمالية ".
وحضر عن القطاع الأهلي " رئيس تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار ماجد حمتو ، رئيس رابطة آل قبرصلي الأستاذ هلال قبرصلي وأعضاء الهيئة الادارية للرابطة ، وممثلون عن عدد من روابط العائلات في المدينة ، رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا المهندس يوسف النقيب ، المحامي حسن شمس الدين ، الدكتور مصطفى متبولي ، رئيس مركز التنمية والحوار الأستاذ اميل إسكندر، وفد من جمعية مكتبة أطفال صيدا الشعبية تقدمته السيدة هلا وهبي ، مدير مركز الخدمات الإنمائية في صيدا الدكتور حسين بديع ، وممثلون عن عدد من المؤسسات والجمعيات الأهلية العاملة في المدينة، كما حضر رئيس نادي الفداء الرياضي – صيدا نزار الرواس وممثلون عن اندية رياضية، ورئيس تيار عالي جبينك احمد جرادي.
وكان في استقبالهم أعضاء المجلس البلدي " نزار الحلاق ، محمود شريتح ، حازم بديع ، محمد حسيب البزري ، حسن الشماس ، كامل كزبر ، مطاع مجذوب ، وفاء شعيب ، مصطفى حجازي ، محمد البابا " ورؤساء المصالح في البلدية، وفريق عمل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وعائلة الفقيد .
بعد تلاوة قرآنية لروح صاحب الذكرىمن المقرىء فراس شلبي، والوقوف دقيقة صمت تحية لذكراه ، والنشيد الوطني اللبناني ، كانت كلمة تقديم من عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي فاعتبر ان الحاج أبو محمود قبرصلي "حمل جرحه النازف بين ضلوعه ومضى بعيداً. مضى ذلك النبيل، الدمث الأخلاق الهادئ الطباع ، مضى الى رحاب أوسع وأرحم وأكثر خلوداً، لعل قلبه الطيب لم يعد يطيق جراحات الوطن ومآسيه فغمره الباري برحمةٍ من لدنه ليسكنه فسيح جناته بإذنه تعالى" . وقال " طوى "أبو محمود" باكراً صفحات كتاب عمره ومضى مسرعاً إلى خاتمة الأيام.. والعمر مابرح في موسم الامتلاء والعطاء والحضور ومفكرة أيامه مازالت مترعة بالمواعيد المثمره والمشاريع الوطنية المفيدة.أبا محمود ماعرفناك إلا المثل الأجمل في الأمانة والإخلاص والوفاء في عذوبة الروح وحلاوة اللسان ورقة الحاشية ونصاعة الضمير فسلامٌ عليك في حضورك والغياب، من إخوةٍ وزملاء لك يقيمون على حبك وذكراك هذا اللقاء الانساني والإجتماعي الجامع والرائع. أيها الراحل المقيم بيننا" .
وأضاف" سيظل هذا البيت يذكرك مع كل انجازٍ طيبٍ ومع كل صفحةِ خيرٍ تضاف الى سجل هذا المجلس البلدي.. سوياً قضينا أكثر من عقدٍ من العمر جسدت خلاله وفي يوميات حياتك أبهى صورة لإنتمائك لأبناء شعبك الصيداوي من العمال والكادحين والصيادين وفقراء المدينة. وفي هذا المقام لابد أن نشير إلى نشاطك الرائع والصادق في اللجان البلدية وعلى وجه الخصوص لجنة الإعلام التي ترأستها طيلة فترة عملك في المجلس البلدي الحالي. ولابد أن نذكر بحروفٍ مضيئةٍ نضالك الدائم والقوي الى جانب الفقراء والمحتاجين في الأزمات والأيام الصعبة وما أكثرها وأعقدها في هذا الزمن الردئ.. وفي غمرة مايعانيه الوطن والمواطن من مآسي وويلات تقول إن الفراق صعبٌ وفراقك أبا محمود صعبٌ وعزيز على قلوبنا جميعاً، ولكنه قدر الله في خلقه.. فالرحمة لك والصبر والسلوان لجميع أبنائك ولكل افراد عائلتك الكريمة".
وبعد عرض فيديو مصور عن سيرة حياة صاحب الذكرى ، تحدث رفيق دربه في العمل الاجتماعي السفير عبد المولى الصلح فقال" شرف كبير لي ان اقف اليوم امامكم متحدثاً عن الأخ والصديق محمد قبرصلي ( أبو محمود ) رحمه الله .. هي لحظة مؤثرة بالنسبة لي ان استحضر بعضاً من مآثر واضاءات شغفه بهذا المجال ، والذي رافقه منذ الصغر ولازمه في ريعان الشباب ومعظم سني حياته ، مدفوعاً بإرادة وعزيمة لا تخفت وبهمة لا تنضب وبحب لعمل الخير ومساعدة الأخرين ملتزماً بالقيم الإنسانية والمجتمعية والوطنية الأصيلة التي صقلت شخصيته .عرفت أبا محمود عن قرب صديقا صدوقا ، انساناً مميزا ، دمث الخلق ، هادئ الطبع ، لا تفارق الابتسامة محياه ، حريصاً على احترام الآخرين ،مسكوناً بحب العطاء الإنساني بمعناه الأسمى، دون انتظار مقابل ، حاملاً لهموم شرائح مهمشة وفقيرة وكادحة دون ان يُطلب منه ذلك .. كان العمل الإجتماعي والتطوعي بالنسبة له مصدر سعادة ، والشأن العام التزام وخدمة الناس واجب لم يتأخر عن أدائه يوماً ".
وأضاف" وتحضرني هنا ذكريات تشاركناها سويا في حقل العمل الاجتماعي لا سيما تلك التي كان وكنا سويا مع الراحلين المطرانين غريغوار حداد وسليم غزال من أوائل مؤسسي الحركة الاجتماعية في صيدا .وكان لأبو محمود دور أساسي في انشاء مركزها في صيدا وبقي حتى رحيله عضوا ناشطا وفاعلا ومستمرا في دعمها حتى أيامه الأخيرة . ومع تطور الحركة الاجتماعية وانتشارها في صيدا والغازية والجنوبوالنبطية ، بدأت بتأمين الأدوية المجانية للمستوصفات وانشات مركزا لتعليم المهن في منطقة رجال الأربعين في صيدا القديمة وتخريج مجموعات من الشباب الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم .. ولا يزال المركز يعمل برئاسة السيدة سلمى السعودي وكذلك المركز الجديد في شارع الدكتورغسانحمود .وكان، رحمه الله، واحدا من المتطوعين الذين نزلو الى الشارع لتعليم العمال والصيادين ناشطا يوميا في خدمة أبناء مجتمعه ومرجعا لمساعدة صيادي المدينة وغيرهم من المحتاجين للرعاية .والى جانب الحركة الاجتماعية ، كان أبو محمود قبرصلي احد ابرز مؤسسي "جمعية مكتبة أطفال صيدا الشعبية " في مطلع الثمانينيات ، بدعم آنذاك من السيدة بهية الحريري، ومع السيدة هلا وهبي ومجموعة من المتطوعين وانطلقت الجمعية بعملها من صيدا القديمة ثم من فرع لها في منطقة التعمير بنشاطات لامنهجية للأولاد وبرنامج مطالعة وتقوية مدرسية ، وبرنامج مخصص لمحو الأمية للكبار ، وقامت بالعديد من المبادرات والأنشطة ذات الطابع الاجتماعي – التربوي – الثقافي - الرياض وبقيت كذلك حتى بعد انتقالها الى منطقة البستان الكبير حيث تولى لاحقاً رئاستها لمدة 16 سنة وحتى وفاته رحمه الله . ولا ننسى دوره ونشاطه البارز على الصعيد الاجتماعي من خلال مؤسسة الحريري منذ تأسيسها ، كما لا ننسى نشاطه كعضو في المجلس البلدي للمدينة خلال العقد الأخير".
وختم الصلح بالقول " وهنا لا يسعنا الا ان ننوه بهمة المجتمع المدني في صيدا والتي تجسدها المؤسسات الأهلية في عملها وبما تؤديه من دور فاعل في المدينة اجتماعيا وانسانيا وانمائيا وصحيا وتربويا ورياضيا فلهم كل الشكر والعرفان .والى الغائب الحاضر بيننا ، أبو محمود أقول "رغم الغياب وقسوته وما يتركه في النفس من ألم ، ستبقى معنا بأعمالك الخيرة وارثك الاجتماعي في خدمة مجتمعك ومدينتك ووطنك قدوة للأجيال القادمة ومثالاً في العطاء وانكار الذات لأجل خدمة الآخرين. اجدد تعازي القلبية الى عائلة الراحل ورابطة آل قبرصلي واشكر منظمي هذا اللقاء" .
والقى رئيس اتحاد الجنوب عبد اللطيف الترياقي كلمة تناول فيها ابرز المحطات في مسيرة الراحل النقابية فقال "لأول مرة اقف على هذا المنبر ولا ارى الصديق و الزميل ابو محمود رحمه الله .عرفته رجلا متواضعا دمثا سهلا في التعامل وفيّ في علاقاته صلبا في قناعاته ملتزما في قضاياه ومن انبل القضايا العمل النقابي بمفهومه الراقي كالتزام ادبي في الدفاع عن قضايا العمال والفات المهمشة وكان يحمل ملف الصيادين بامانة واخلاص فقد انشغل باكرا بهموم الصيادين فاحتلت قضيتهم حيزا كبيرا من اهتماماته ونضاله لتامين حاجاتهم وتحقيق مطالبهم ساعده في ذلك الاهتمام فوق العادي للنائب بهية الحريري بالصيادين والوقوف الصلب والدائم الى جانبهم وساعده ايضا انتخابه في العام 2010 عضوا في المجلس البلدي لمدينة صيدا فكان الناطق الرسمي باسمهم طيلة السنوات المنصرمة..
لقد كانت لنا معه محطات ابرزها :
في العام 1997 تبلورت الية نقابية معه من خلال اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب فقد كان ابو محمود ركنا في مجموعة عمل قامت باعادة احياء القواعد العمالية بما رفدته لجان الاحياء والمناطق العمالية من عناصر بشرية شكلت الحيثية الوازنة في هيكلية الاتحاد مع مجموعة من الحلفاء والأصدقاء".
وأضاف" وكان العام 2006حيث انتخب عضوا في المجلس التنفيذي لللاتحاد و كانت نقطة تحول هامة فبدعم من معالي السيدة بهية الحريري تم انشاء الهيئة الدائمة للتثقيف النقابي والاجتماعي حيث كان عضوا فاعلا في المجلس الاداري للهيئة و كان انشائها حلما وضرورة طالما تحاورنا سويا ومع العديد من الزميلات والزملاء حول اهمية التدريب والتثقيف وعلاقته بمستقبل الحركة النقابية وفعلا انطلقنا بالدورات وورش العمل مع مؤسسات محلية وعربية ودولية .
وفي العام 2010 وبعد المؤتمر التاسيسي الاول لتيار المستقبل تم انشاء قطاع النقابات العمالية والتحقنا وابو محمود وعدد من الزميلات والزملاء بالقطاع وقد شغل مهمة مسؤول التدريب المركزي وتم اطلاق المشروع في عملية متصاعدة من التدريب والتاهيل شملت كافة المناطق اللبنانية واثمرت ما يقارب الثلاثماية كادر نقابي منتخبين من نقاباتهم في القطاعات العمالية والزراعية ومن كافة مستويات المسؤولية النقابية .
وختم الترياقي " ابو محمود سنفتقدك ونفتقد جلساتنا وتداولنا الهموم والشجون فقد كنا نقوي بعضنا بالامل والرجاء والصبر و كنت من اكثرنا تفاؤلا برغم الصعاب التي عشتها وخاصة حين فقدت رفيقة عمرك زميلتنا ام محمود رحمها الله و كان صبرك على الالم مميزا يرحمك الله ويغفر لك ويلهم عائلتك الصبر والاحتساب عظم الله اجركم جميعا والحمد لله رب العالمين".
كلمة بلدية صيدا القاها رئيس المجلس البلدي المهندس محمد السعودي فقال" احدى عشرة سنة... احدى عشرة سنة في بلدية صيدا ترافقت فيها مع محمد القبرصلي رحمه الله في العمل البلدي . على مدى احدى عشرة سنة، يوميا عند الساعة الثامنة إلا ربع في مكتب البلدية، يحضر أبو محمود لنشرب سويا قهوة الصباح قبل الإنطلاق إلى العمل اليومي وكان يشاركنا الجلسة الصباحية اسبوعيا تقريبا اعضاء نقابة الصيادين .وين أبو محمود؟"، سؤال كنت أطرحه كثيرا في كل موقف في البلدية، أحتجت فيه إلى المشورة والنصيحة لا سيما في ميادين العمل الإجتماعي، حيث يشهد جميع من عرفوا محمد القبرصلي في الحركة الإجتماعية ومكتبة أطفال صيدا وتجمع المؤسسات الأهلية وغيرها، ومن كلا الطرفين المؤسسات والأهالي، أنه كان سباقا لا يؤلي جهدا لخدمة مدينته واهله... على مدار الساعة ليلا ونهارا، وفي كل ايام الأسبوع، كان دائما على أهبة الإستعداد للمساعدة في الامور الروتينية والطارئة. وين أبو محمود؟"، السؤال اليوم له معنى مختلف، حيث أنظر إلى وجوه الحضور، وما زلت استغرب عدم وجوده بينهم، لانه رحمه الله كان كما يعرفه الجميع، دائم الحضور في الاجتماعات والنشاطات".
وأضاف" ابا محمود ... في يوم تأبينك، أنظر اليوم إلى الحضور، ونعم، أراك بينهم ... أراك في عيون محبيك من ابناء المدينة، واراك في قلوب أطفال مكتبة أطفال صيدا، واراك في كل همة مشحوذة في الحركة الإجتماعية والعمل الإجتماعي تعملها منك شاب هنا أو صبية هناك...ابا محمود، في يوم تأبينك، غائب أنت، لكنك الحاضر الاكبر، سيرتك الطيبة، وجهدك وتعبك طوال هذه السنين، سجل لك حضورا لن يمحوه الغياب ... رحمك الله، ونسأله سبحانه أن يجعل كل جهدك في ميزان حسناتك الجارية... ".
كلمة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة القتها رئيستها النائب السيدة بهية الحريري فقالت " الأخ والصديق ورفيق الدرب الطويل محمد هلال محمود قبرصلي.. رحمه الله.. يجمعنا اليوم بغيابه كما كان يجمعنا أيام حضوره معنا.. وهو إبن صيدا الأصيل، والمنشغل الدائم بأحلام أهلها وآلامهم والواهب كلّ سنين عمره لخدمة مدينته وأهلها.. من العمال والحرفيين والصيادين الذين كان يعتبرهم بيئته الأوْلى والأغلى وجمَعتْه بهم قصة عمر طويل من العمل الجاد وكان خير من يجسد الروح الوطنية الصيداوية النقية والمنزّهة عن الطائفية والمذهبية والذاتية الضيقة ، وهو المشارك في تأسيس وإطلاق الحركة الإجتماعية اللبنانية، التجربة الوطنية الرائدة والاستثنائية مع الراحلين الكبيرين المطرانين غريغوار حداد وسليم غزال، ليكمل بذلك المسيرة التاريخية لأبناء صيدا في حبّ لبنان والعمل على تقدمه وازدهاره واستقراره، وكلّ من موقعه وضمن حدود امكانياته، وفي كافة المجالات الخيرية والتربوية والمهنية على تنوّعها واختصاصاتها.. والحرفية والصناعية والبحرية والنقابية .. ودون أن ننسى تمسّك أهالي صيدا والجوار بجذورهم حتى في دنيا الانتشار.. ومهما طالت هجرتهم فإنّ علاقتهم بجذورهم تبقى عميقة ويبقون على تواصلهم وتآزرهم مع أهلهم ومدينتهم في السراء والضراء.. ".
وأضافت " طويلة وعميقة وكثيفة كانت الرحلة مع فقيدنا الراحل الأخ والصديق محمد هلال قبرصلي.. الذي رافقته على مدى أربعين عاماً في مسيرة طويلة مليئة بالتحديات والانجازات.. وقد لا يتسع الوقت أو الكلمات لتحديد كلّ النواحي الإنسانية والإجتماعية والعمرانية والتربوية والثقافية والرياضية والمدينية.. التي تشاركتُ معه في مواجهة تحدياتها وتداعياتها واستهدافاتها.. وكان خير رفيق وصديق في صلابته وخبرته.. وايمانه الكبير بالخير والسلام والاستقرار لعموم أبناء صيدا والجوار.. ولم يعرف اليأس أو التّردد.. وكان ..رحمه الله.. مقداماً معطاءً معجوناً بالمحبة والوفاء في كلّ المهام التي تولاها.. وكان مخلصاً مثابراً في العمل البلدي والعمل القطاعي والعمل الأهلي والرياضي.. وان مؤسسة الحريري تعتزّ بحضوره المتميّز في مسيرتها.. كما نعتزّ بمثابرته في متابعة هموم الناس في المجلس البلدي لمدينة صيدا.. وإنّنا نتقدم من أسرته الكريمة بخالص العزاء.. ونشاركهم مشاعر الحزن والأسى على فقدانه.. ونتقدم من أسرة بلدية صيدا.. رئيساً واعضاء.. أيضاً بخالص العزاء.. ولأصدقائه الكثر الذين يشاركوننا في إحياء هذا اللقاء الشديد الأسى والوفاء.. وستبقى ذكراه الطيبة تواكب كلّ أعمال الخير والعطاء في مدينة صيدا والجوار.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته أيّها الأخ والصديق والرفيق.. محمد قبرصلي.. أبو محمود.. فهذه روحك الطيبة وذكراك العطرة تجمعنا اليوم كما جمعتنا إرادتك الطيبة وأخلاقك العالية على مدى عشرات السنوات.. رحمك الله.. رحمك الله.. ".
كلمة عائلة الفقيد ورابطة آل قبرصلي القاها شقيق الراحل وعضو الرابطة احمد قبرصلي( أبو صلاح) ، فقال"من أصعب الأمور التي يتعرض لها الانسان في حياته ، هو فراق من أحبهم و عاش أحلى الأيام و تعلق بهم و رسم طريقه معهم. وها هو الموت الذي هو نهاية كل واحد منا يُغيبعنا وجهاً .اختاره الله ليكون في جواره لكنه غادرنا بجسده و لم يفارق قلوبنا لحظة. انه أبو محمود الاسم الذي تردد على مسامع الكثير من الأهل والأصحاب و الاحباب ، اسم اِمْتَزَجَ بالحب و الحنان والهمة والنشاط. تقاسمنا معه الأفراح و الأحزان ، عرفناه نعم الأخ و الحبيب والصديق و رفيق الدرب. أمضى خمسة و خمسين عاما من عمره في العمل الأجتماعي دون كلل او ملل، بداية من فكرة التعليم المجاني الى المشاركة في تأسيس الحركة الاجتماعية في صيدا. وقبل الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 كان من اعضاء المجلس السياسي لمدينة صيدا و الأمين على صندوقها ، الأمر الذي أدى الى ملاحقته ومن ثم اعتقاله من قبل العدو الصهيوني لأكثر من مره. كما ترأس جمعية مكتبة أطفال صيدا لمدة ستة عشرعاماًحتى وفاته ، كان يهتم بالاطفال و توعية الأهالي.وصولاً الى عضوية المجلس البلدي في المدينة .كما شارك في تأسيسرابطة آل قبرصلي و سعى لانجاح أعمالها بكل ما أوتي من قوة و شغل منصب نائب الرئيس طيلة أربعين عاماً حتى وفاته أيضا".
وأضاف" عرفته العائلة بلهفته المتميزة على جميع أفرادها كبيرها وصغيرها ،حنان ملفت على الصغير و توقير و احترام للكبير ، حرص على صلة الأرحام و الروابط الأسرية. مشى في حوائج الناس.فأسعد هذا و أفرح ذاك. شعاره في الحياة " أَسعِد تَسعَد " .بموته ترك في قلوبنا وجعا و قصة ألم لا تحكى.أيا ليت الزمان يعود و اللقاء يبقى للأبد ،ولكن مهما أمضينا من سنين سيبقى الموت هو الأنين ،وستبقى الذكريات قاموسا تتردد عليه لمسات الوداع و الفراق.رحمك الله يا أبا محمود بقدر ما أوجعنا رحيلك ، أسعدك الله عنده وجعلك هانئاً مطمئناً منعماً و حشرك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رَفِيقًا...... لا نقول لك وَدَاعاً، يا حبيب القلوب بل لقاء باذن الله في جنات الخلد.
وختم قبرصلي بتوجيه الشكر من الأعماق لكل من أعد هذا الحفل التأبيني و شارك في انجاحه ، ولكل من واسى العائلة والرابطة في مصابهم الاليم".
وفي ختام حفل التأبين، قام المهندس السعودي والأستاذ هلال قبرصلي بمشاركة الحريري وسعد والبزري وحمود بتقديم درعين تكريميين بإسم البلدية والرابطة الى السيد احمد قبرصلي ممثلاً العائلة، تقديرا لمسيرة الراحل أبو محمود قبرصلي الإنسانية والوطنية.
تقبلت بعدها عائلة الراحل التعازي من الحضور يحيط بهم السيدة الحريري والمهندسان السعودي وقبرصلي .