عام >عام
أسرار الهجوم على المحافظ شبيب
الاثنين 22 08 2016 14:46
تساءلت أوساط متابعة عن سر توقيت الهجوم الذي يشنّه كلّاً من الوزير السابق وئام وهاب والاعلامي سالم زهران على محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، وذهب البعض الى حدّ ربط هذه الحملة ببعض القرارات التي أصدرها المحافظ مؤخراً والتي تضرّر البعض من نتائجها ولا سيما أن كلاهما أكّد ان لا مشاكل شخصية سابقة مع شبيب.
وبما ان وهاب وزهران يجاهران بانتمائهما الى محور المقاومة ويفاخران بعلاقتيهما بحزب الله، ذهب البعض الى حدّ القول ان الحزب يقف وراء الحملة. الا ان مصادر قريبة من الاخير في مدينة بيروت أكّدت أن العلاقة مع شبيب طبيعية جداً ونفت أن تكون معنيّة بما يصدر عن وهّاب وزهران بما يختص بالمحافظ.
ازاء هذا الواقع اتّجهت بعض التحليلات الى وضع الحملة التي يقودها وهّاب في خانة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق نظراً الى الصداقة التي تربطه بوهاب والتي جاهر بها الاخير في اطلالته الاعلامية على قناة الـ"ال بي سي" في الحلقة ذاتها التي هاجم بها محافظ بيروت وقد قال يومها انه قام بزيارة المشنوق مباشرةً قبل توجهه الى الحلقة التلفزيونية.
وهنا لا بدّ من التذكير الى ان بعض معاوني المشنوق هم من المحسوبين على وهاب ومنهم العميد المتقاعد منير شعبان. وما عزز تحليلات البعض بموضوع ربط المشنوق بهجوم وهاب هو ان هذه الحملة تزامنت مع اطلاق اشاعات بدأت تبثّ في الشارع البيروتي تقول بأن المحافظ شبيب غير مرضى عنه سياسياً وأن مسار الاطاحة به قد بدأ.
وقد علمنا من مصادر بيروتية مطلعة ان مصدر هذه الاشاعات هو احدى الاجنحة في وزارة الداخلية والبلديات وهي تكنّ العداء لشبيب. وقد ثبت في الوقائع ان هذا العداء من قبل هؤلاء يتعلّق بمطلب لطائفة الروم الاورثوذكس ممثلّة بالمطران الياس عوده الذي يطالب أن تعود رئاسة مديرية الادارة المشتركة في الوزارة الى الطائفة الاورثوذكسية، وهو منصب يشغله بالوكالة حالياً شخص مقرّب جداً من المشنوق وسيتم تنحيته عن هذا المنصب في حال تم التجاوب مع طلب عوده. وهنا لا بد من التذكير بعمق العلاقة التي تجمع المطران بالمحافظ الذي يعتبر من الحلقة الضيقة المقربة منه. لذا كثرت التكهنات ان الهجوم على شبيب هو نوع من الضغط على عوده.
ورغم تكرار التهجم على شبيب، لم يصدر حتى الساعة اي ردّ علني منه على وسائل الاعلام. الا انه أشار في الايام التي تلت الهجوم، لدى استقباله وفد من اتحاد العائلات البيروتية الى انه أرسل الى وزارة الداخلية والبلديات بياناً مفصلاً بمصاريف مكتب المحافظ والدوائر المرتبطة به، كما ان المبالغ المصروفة تعتبر زهيدة جداً اذا ما قورنت بما تحدث عنه وهّاب وزهران. وقد سلّم الوفد نسخة عن آليات الصرف المذكورة.
ويبدو ان شبيب مرتاح تماماً ويتعامل مع هذه الحملة بثقة ولا مبالاة، اذ يؤكد امام زواره ان ابواب محافظة بيروت ودوائر البلدية المرتبطة به مفتوحة أمام كلّ الأجهزة الرقابية في الدولة اللبنانية. ويخرج زواره بانطباع ان شبيب ليس هو المقصود بالكلام المتعلق بمصاريف المحافظة، بل الهدف ذرّ الرماد في العيون، وبأن المسألة أكبر من ذلك وتتّصل بملفات كبيرة اتّخذ بشأنها مواقف أغضبت بعض المتضرّرين من النافذين والمنتفعين الذين استأثروا بالمشارع والصفقات على مدى سنوات طويلة. وهؤلاء سيجدون انفسهم في مواجهة حتمية مع المحافظ اذا ما بقي على مواقفه في تطبيق القانون بغضّ النظر عن أي اعتبار أخر.