فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
السفير دبور في حوار مع تلفزيون فلسطين: كما ثبُتَ الرمز "أبو عمّار" يثبُتُ الرئيس "أبو مازن" على الثابت الفلسطيني الذي لا تنازُل عنه
السفير دبور في حوار مع تلفزيون فلسطين: كما ثبُتَ الرمز "أبو عمّار" يثبُتُ الرئيس "أبو مازن" على الثابت الفلسطيني الذي لا تنازُل عنه ‎الجمعة 12 11 2021 21:23
السفير دبور في حوار مع تلفزيون فلسطين: كما ثبُتَ الرمز "أبو عمّار" يثبُتُ الرئيس "أبو مازن" على الثابت الفلسطيني الذي لا تنازُل عنه

جنوبيات

أكد سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور أنّ "الرئيس الرمز "أبو عمّار" أسطورة الشعب الفلسطيني، حيٌ باقٍ فينا فكراً ونهجاً، وعهدُنا استمرار، فهناك قادة يخوضون هذا الطريق، فقد تشبّث بحقنا "الختيار" - رحمه الله، ويتشبّث به السيد الرئيس محمود عباس - أطال الله بعمره، للوصول إلى بر الأمان".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "17 عاماً على استشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات": "إنّ "الختيار" مدرسة مُتكاملة في العطاء والصُمود، وكيفية صنع القرار، تعلّمنا منه الكثير، وكيف نأخذ القرار المُناسب في الوقت المُناسب، ونثبُت على موقفنا الذي لا تنازُل عنه، كما ثبُت القائد "أبو عمّار"، يثبُتُ الرئيس "أبو مازن" على الثابت الفلسطيني، على الفكرة، مع إخوانه في اللجنة المركزية والقاعدة الفتحاوية، وأبناء شَعبِنا والأُطُر الفلسطينية، في مسيرة تعمّدت بالدم الفلسطيني من خلال الرصاصة الأولى التي أُطلِقَتْ في بداية العام 1965، التي كانت النور الذي أخرج شَعبَنا من رماد النكبة وحالة اللجوء إلى جمرة الثورة، التي ستُوصلنا إلى بر الأمان، وإقامة دولتنا الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس ودحر الاحتلال عنها، وعودة اللاجئين إلى ديارهم".
وأشار إلى أنّه "أرادوا الإساءة لصورة "أبو عمّار"، قبل أن يُستشهد، وتحديداً أثناء وجوده تحت الحصار على المُقاطعة، حيث كان هناك هدف ومراحل في التعاطي مع "الختيار"، لأنّه قال: "لا، لا لكل شيء ينتقص من حقوقنا"، ونحن نقول: لا لكل شيء ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني"، والرد الأبلغ على هؤلاء، أنّ صورة الرمز "أبو عمّار" مغروسة حتى بداخل الأطفال، الذين وُلِدوا بعد استشهاده، كما تُلمس لدى آبائهم وأجدادهم، لأن "أبو عمّار" باقٍ في قلوب الجميع في مسيرته الطويلة، من أجل الوصول إلى الانتصار، لأنه أُسطورة الشعب الفلسطيني، حيٌ باقٍ فينا فكراً ونهجاً، والفكرة لا تموت، والنهج عليه الاستمرار، لذلك أُطلقت على ذكرى هذا العام "عهدُنا استمرار"... نعم عهدُنا استمرار، سيُكملها الأطفال، كما أكملها ويُكملها الإخوة الكبار".
وتوجّه السفير دبور بالتحية إلى "الباقي دائماً وأبداً الشهيد الرمز "الختيار أبو عمّار" وإخوانه أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الذين يُشكّلون نصاباً في الجنة، وإلى إخوانه الأُمناء العامين في الفصائل الفلسطينية، وشُهداء فلسطين، والشعب الفلسطيني البطل، وأسرانا البواسل، الذين بأمعائهم الخاوية يُسطّرون أروع ملاحم البطولة والصُمود في وجه المُحتل الغاصب".
وشدد على أنّ "ياسر عرفات زرع بذرة، والبذرة أثمرت، وها نحن إنْ شاء الله على طريق التحرير والنصر، كما كان يُردّد دائماً: "يرونها بعيدة، ونراها قريبة، وإنّنا لصادقون"، كذلك عندما تشتد الأزمات، التي كانت تُعطيه العزيمة والإصرار أكثر وأكثر، يُردّد: "إننا نمر في نفقٍ مُظلم، وأنا أرى في آخر النفق نور المسجد الأقصى يشع"، ولقد أثبتت كل المراحل السابقة أنّ الشعب الفلسطيني، من خلال التآمُر الذي تعرّض له، أنه يخرج كطائر الفينيق من الرماد، كما كان يُردد الرمز - رحمه الله".
وأوضح أن "لا صغيرة وكبيرة كان "الختيار" يترك، بل يُتباعها في لبنان، وهو يعرف الصعوبات التي يُعاني منها أهلنا في لبنان وفي المُخيمات، وبعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان، ضاقت بهم السبل أكثر وأكثر، مروراً بالظروف الصعبة. الشعب الفلسطيني في لبنان كما في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة وأماكن الشتات وتواجده كافة، كان يعني الكثير بالنسبة للشهيد الرمز ياسر عرفات، الذي كان مُتابعاً يومياً وجيداً لكل تفاصيل حياة أبناء شَعبِنا، ونتيجة الوضع الصعب الذي يعيشونه، وكان يخص لبنان بالكثير من الاهتمام والرعاية".
وأضاف: "قُلنا عهدُنا استمرار، وجاء الرئيس "أبو مازن" واستمر بحمل الأمانة، أمانة الشهيد الرمز ياسر عرفات، وأمانة الشعب الفلسطيني كلّه، والسيد الرئيس يُتابع كذلك كل تفصيل صغير وكبير في الساحة اللبنانية وأوضاع أهلنا في لبنان، ويرى بأن هناك احتياجات كثيرة تستلزم أن تُقدم إلى أبناء شَعبِنا، ولا يتوانى عن التوجيه بأن نعمل على تأمين الاحتياجات، وبتوجيهات سيادته قطعنا شوطاً كبيراً، من خلال التقديمات التي قمنا بها سابقاً:
- على الصعيد السياسي: كانت توجيهات السيد الرئيس لنا بأنّنا لن نكون إلا عامل أمن واستقرار في هذا البلد الشقيق لبنان، ومن هنا من خلال تلفزيون فلسطين، نُوجّه التحية إلى القوى والفصائل الفلسطينية كافة، للطفل في المُخيم، للشيخ، للمرأة وللجميع، على الإلتزام بما قرّرته القيادة الفلسطينية، من أنّنا كفلسطينيين ضيوف في هذا البلد إلى حين عودتنا إلى وطننا.
الإلتزام هذا أثمر، كلّنا يعرف الظروف الصعبة جداً التي مر بها لبنان، وكان الفلسطيني عند كلمته، مُلتزماً بعهدٍ قَطعه على نفسه بألا يكون إلا عاملاً للاستقرار، ونُطمئن إخوتنا اللبنانيين بأن شَعبَنا الفلسطيني مُستمر بهذه السياسية، التي هي سياسية القيادة الفلسطينية والكل الفلسطيني.
- تأمين التعليم لأبناء شَعبِنا الفلسطيني: تمَّ ذلك من خلال إنشاء "مُؤسسة محمود عباس لمُساعدة الطلبة الفلسطينيين"، ويشهد الجميع كم هو عدد المُتخرجين، ولا يُوجد أي طالب فلسطيني يتقدّم إلى هذه المُؤسّسة إلا ويأخذ مُساعدة من خلالها، وهذا ليس منّة من أحد، بل مسؤولية الجميع تجاه الجميع، لأنّ الرئيس "أبو مازن" يعتبر أن هؤلاء هم أبناؤه، لذلك يسعى جاهداً لتأمين تعليمهم وحياة كريمة لهم.
- في مجال الصحة: قطعنا شوطاُ كبيراً، والكل يشهد بذلك، قبل جائحة "كورونا"، توجه السيد الرئيس لنا بأنه يُريد أنْ يبني قسماً لقسطرة القلب في "مُستشفى الشهيد محمود الهمشري"، أعطانا التعليمات والتوجيهات بهذا الخُصوص، بدأنا العمل بالقسم، إلى أن وصلنا إلى مرحلة الإنجاز، وعندما تواصلنا مع سيادته أخبرناه بأن هذا القسم أصبح جاهزاً، وعن حالات الـ"كورونا" في صفوف أبناء شَعبِنا، فطلب منا استخدام هذا الطابق إلى حين زوال هذه الجائحة، وتم استخدام هذا القسم بعد إجراء بعض التعديلات عليه، بإضافة مُستلزمات الـ"كورونا"، كذلك إخوتنا في "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" قاموا وما زالوا يقومون بحملات في المُخيمات لفحص شرائح المُجتمع الموجودة كافة، ومُعالجة من يتم علاجه في منزله ونقل الآخرين إلى المُستشفيات وتقديم الدواء لهم.
نحن كفلسطينيين في لبنان، استطعنا أن نُقدّم الشيء الذي يُلبي احتياجات شَعبِنا في هذا المجال، وقد نجحنا.
- رعاية الرئيس "أبو مازن" لأبنائه من الشُهداء والأسرى: لا يبخل عليهم بشيء، وقد أكد السيد الرئيس أن موضوع الشُهداء والأسرى خطٌ أحمر "لو بقي معنا قرش واحد، لن ندفعه إلا للشُهداء والأسرى".
فضلاً عن مُتابعة السيد الرئيس اليومية للأمور كافة، التي تخص حياة الشعب الفلسطيني في لبنان، ولا ننسى مُتابعة سيادته اليومية والحثيثة لأبناء شَعبِنا في سوريا، وهذا دليل مدى حرصه على أبناء شَعبِنا في أماكن تواجُده كافة".
وتوجّه السفير دبور إلى "أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان بكل التحية، على شعورهم بالمسؤولية العُليا، والتزامهم بالعمل المُشترك، وباسمهم نُوجه التحية إلى الشهيد الرمز "أبو عمّار"، الذي لا يُوجد بيت في لبنان إلا وبه صورة الشهيد الرمز، وهو باقٍ في قلوب الجميع.
أيضاً إلى أبناء شَعبِنا الفلسطيني في أماكن تواجُده كافة، نقول له: العهد والعهد بأنْ نستمر بهذه الثورة حتى تحقيق كامل الأهداف.
ونتوجّه بكلمةٍ إلى إخوتنا على الصعيد العام بالفصائل الفلسطينية، نحن أمام مُنعطف تاريخي مُهم جداً، وكما حذّر الشهيد الرمز مُنذ زمن طويل، بأنّ هناك مُحاولات تقوم بها الحكومة الإسرائيلية والمُستوطنين للسيطرة على المسجد الأقصى، فإنّنا نرى أنّ التعنّت الإسرائيلي وعدم الضغط عليه، يُعطيه مساحة كبيرة لتنفيذ مُخطّطاته، حيث يُحاول تقسيم المسجد الأقصى من خلال الأفواج التي تقوم باقتحام باحاته والصلاة فيه، ويجب علينا التنبه إلى ذلك، لكن نجد أنه عندما بدأت هذه المُحاولات على الأرض بشكل فعلي، للأسف فإن المُواجهة لهذه الحملات التي بدأت، لا ترتقي إلى المُستوى المطلوب، فالمطلوب هو مُواجهة هذه الحملة قبل أن نفقد جزءاً كبيراً من المسجد الأقصى من خلال تقسيمه زمانياً ومكانياً".
وختم السفير دبور: "في ظل هذه الظروف، جاء خطاب السيد الرئيس في الأُمم المُتحدة، وأعلن "خارطة الطريق" للعام المُقبل، حدد فيها إمكانية أن تتخذ القيادة الفلسطينية قرارات أخرى، وهذا يتطلب من القوى الفلسطينية كافة أن تضع كل شيء جانباً، ونُنهي هذا الانقسام البغيض، الذي يُضعفنا ويُضعف قضيتنا، وأن نسير في حوارات مُعمقة، ونخرج ببرنامج عمل يكون في مُواجهة ما يُحضَر للقضية الفلسطينية، لأننا بوضع حرج جداً، والمُؤامرة كبيرة جداً، وعلينا أن نكون على مُستوى من المسؤولية، وننظر إلى تطلعات شَعبِنا لنكون على مُستوى آماله وما يُريده منا، ونُغلب المصلحة الوطنية العُليا على أي شيء آخر، وأن يكون قراراً نابعاً من فلسطينيتنا ووطنيتنا، وحرصنا على شَعبِنا وتجاربنا الماضية، لأن فلسطين تجمعنا، وفلسطين تستحق منا الكثير الكثير".