أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
أبو غيدا بعد التهديد.. ليس كما قبله
أبو غيدا بعد التهديد.. ليس كما قبله ‎الخميس 22 09 2016 09:48
أبو غيدا بعد التهديد.. ليس كما قبله


أمس، ثبت بالوجه الشرعيّ من هو يوسف فخر الملقّب بـ «الكاوبوي». ومن شكّك بأن مهنّد موسى (كان مقرباً من غازي كنعان إبّان الوجود السوريّ) قد أضحى منشقاً ومحسوباً على الفصائل الإرهابيّة التي تخطّط لاغتيال النائب وليد جنبلاط، صدّق ذلك بـ «العين المجرّدة». ومن رأى أن اعترافات «الكاوبوي» هي «تركيبة» لإطاحته، ظهر له عكس ذلك.
لم يعد التهديد بالقتل يطال «البيك» وحده، بل تجرأت مجموعة إرهابيّة بأن تخرج بفيديو مصوّر تهدّد المحكمة العسكريّة وقاضي التحقيق العسكريّ الأوّل رياض أبو غيدا بالقتل، على خلفيّة إصداره قراره الظنيّ بحقّ موسى وأحد المرتبطين بمكتب التحقيقات الفدرالي «FBI» ناجي النّجار اللذين كانا يخطّطان مع مستشار رئيس وزراء العدو مندي الصفدي، للسيطرة على مناطق لبنانية بغية إمداد المسلحين السوريين الموجودين في المناطق الدرزية بالسلاح والمقاتلين.
وإذا كان البعض قد قلّل من أهميّة الفيديو المسرّب الذي يظهر فيه رجل مسلحاً يتلو البيان ومحاطاً بستة مسلحين ملثمين على اعتبار أنّه يبتعد عن أسلوب المجموعات الإرهابيّة، فإنّ القلق لا بدّ أن يساور الأجهزة الأمنيّة بعدما ساور جنبلاط نفسه.
ولذلك، بدأ الجيش اللبنانيّ تحقيقاته لإجلاء حقيقة الفيديو وكشف هويّة مطلقيه والمسلحين الذين يظهرون فيه، وهو يأخذ الأمر على محمل الجدّ، وبالتالي ستقوم الأجهزة الأمنيّة كلٌّ بحسب اختصاصها ووظيفتها برفع الإجراءات الأمنيّة الخاصة بأبو غيدا.
في المقابل، فإنّ «الريّس» الذي كان حتّى الأمس يتصرّف بـ «قدريّة» مطلقة، رفع هو أيضاً منسوب الحذر في تحرّكاته، خصوصاً أنه يضع يده على ملفات قضائية تتعلق بإرهابيين من «العيار الثقيل».
يؤكّد أبو غيدا لـ «السفير» أنّه «من الممكن أن يكون التهديد غير خطر وفي الوقت نفسه ممكن أن يكون على درجة كبيرة من الخطورة، ما يعني أنّه لا يمكن التّهاون به بل يجب أخذه على محمل الجدّ بغية القيام بالتحقيقات حوله ورفع مستوى الإجراءات الأمنيّة»، مضيفاً: «الأجهزة الأمنية أخذت علماً بما حصل وهي تتحقّق من جديّته وتقوم بما يجب».
يعرف قاضي التّحقيق العسكريّ الأوّل أنّ الغلطة مكلفة، لذلك «بدي دير بالي»، وهو يعلم أنّها ليست المرّة الأولى التي يُهدّد فيها قاضٍ بل سبقتها محاولة من «داعش» لخطف أحد قضاة المحكمة العسكريّة. الفارق الوحيد هذه المرّة أنّ التهديد صار علنياً.. وبالصوت والصورة أيضاً!
وبرغم التهديد، لـ «الريّس» كلمة واحدة يعيدها: «أنا أقوم بواجباتي، وسأبقى أقوم بواجباتي».
أما الرسالة التي تلاها أحد المسلحين في الفيديو فتضمّنت الآتي: «بعد سنين من التواطؤ مع «حزب الله» وتسليم البلاد الى المجوس الإيرانيين واعتقال الكثير من الشرفاء السوريين واللبنانيين في سجونكم وذلك بتسييس القضاء في لبنان لمصلحة «حزب الله»، نطالبكم بإغلاق الملف الاستفزازي المتعلق بصديق الثورة الأخ اللبناني يوسف ابو فخر وصديق الثورة الدكتور الأخ ناجي نجار وتحمل النتائج الوخيمة التي ستطالكم. إن أردتم الاصطدام فنحن له في لبنان».

المصدر : لينا فخر الدين | السفير