صحة >صحة
هل سرطان عنق الرحم هو الأخطر الذي يصيب النساء؟
هل سرطان عنق الرحم هو الأخطر الذي يصيب النساء؟ ‎الثلاثاء 22 03 2022 12:26
هل سرطان عنق الرحم هو الأخطر الذي يصيب النساء؟

جنوبيات

يُعتبر سرطان عنق الرحم الأكثر فتكاً بين النساء في 42 بلداً، وسجّلت مالاوي أكبر معدّل للوفيات في العالم. مع العلم أنّ سرطان عنق الرحم مرض، بالإمكان الوقاية منه وحتى الوصول الى درجة الشفاء في حال تمّ اكتشافه في وقت مبكر. تقول أغلبية الأبحاث بأنّ جميع حالات سرطان عنق الرحم مردها الى استمرار الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل عن طريق الجنس، وثمّة أكثر من 100 سلالة من الفيروس، لكن السلالتين 16 و 18 الخبيثين بصورة خاصة مسؤولتان عن حوالي 70 بالمائة من إجمالي حالات سرطان عنق الرحم. تشفى نساء كثيرات من الفيروس تلقائياً، لكن الإصابة المزمنة التي تلازم غيرهن، وتتحوّل الى سرطان بعد مرور 15 الى 20 عاماً في حال أهملت ولم تعالج. ورغم هذا فإنّ الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تكون عدوانية بشكل خاص لدى النساء والفتيات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، وهذا يعني إمكانية سرعة تحول الإصابة الى سرطان خلال أقل من نصف تلك الفترة. عموماً يتوجّب أن تبدأ عملية الوقاية من سرطان عنق الرحم بعمر التسع أعوام، أي قبل أن تتعرّض الفتيات لفيروس الورم الحليمي البشري. وتُعتبر هذه الوقاية أولية على تشكل لقاح مضاد للفيروس تنصح به منظمة الصحة العالمية للفتيات بين عمر 9 الى 14 عاماً. أما الخطوة الثانية فتتمثل في فحوصات الكشف عن المرحلة ما قبل السرطانيّة، والتي تترافق بالعلاج، إذ يُعتمد برنامج «افحص وعالج» في البلدان منخفضة الدخل بكشف الآفات ما قبل السرطانيّة والقضاء عليها. منذ أن ظهر أول لقاح للفيروس عام 2006 وبرامج التحصين التي اعتمدتها أوائل البلدان مثل استراليا تحقق نجاحاً مذهلاً. وتشير توقعات أكيدة اليوم بأنّ القضاء على سرطان عنق الرحم في البلدان ذات الدخل المرتفع سيتحقق قريباً. هناك حالياً شركتا أدوية أنتجتا ثلاثة لقاحات تستهدف سلالات الفيروس المسببة لسرطان عنق الرحم إلاّ أنّ شركة ميرك فشلت في تلبية الطلب في البلدان الأكثر تضرّراً بسرطان عنق الرحم حيث لا يزال اللقاح باهظ الثمن وغير متوفر في الكثير من البلدان، خصوصاً أنّ الشركة تضع زبائنها في أسواق أوروبا وأميركا الشمالية في موضع الأولوية.
 

من هنا بدأ 21 في المائة فقط من البلدان منخفضة الدخل باستخدام اللقاح مقارنةً بما معدله 79 بالمائة من البلدان مرتفعة الدخل، وعندها فقد اتخذت منظمة الصحة العالمية اجراءً مؤقتاً يقضي بالتصدي لنقص اللقاح، حيث أصدرت دليلاً إرشادياً جديداً يدعو الى تحصين مجموعة عمرية معينة فقط كالفتيات في عمر التسع السنوات.

فحصت طواقم منظمة أطباء بلا حدود خلال عام 2018 أكثر من 20,000 امرأة في خمسة بلدان، بهدف وقف الهبوط المؤدي الى المرحلة السرطانيّة، لذا تعتبر الفحوصات عاملاً هاماً للوقاية من سرطان عنق الرحم بالرغم من فعالية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. لقد صُمِّم برنامج أفحص وعالج القائم في البلدان التي تفتقر الى الموارد بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة خلال زيارة واحدة للمريضة الى العيادة المحلية. ويعتمد الفحص على المعاينة المباشرة باستخدام حمض الخل، حيث تتلقى الممرضات والقابلات تدريبات تجيز لهن كشف الشذوذات أو التحوّلات ما قبل السرطانية التي تطرأ على عنق الرحم بالعين المجردة او استخدام الكاميرا أو الهاتف الذكي لتطوير عنق الرحم، كما إنهن متمكّنات من علاج المشاكل التي قد يجدنها، حيث يمكنهنّ استخدام ميسبر كهربائي لتجميد الآفات «العلاج بالتبريد أو تسخينها للقضاء عليها. وهكذا يمكن إتمام الجلسة باكملها، والتي تتضمّن جانباً ارشادياً خلال 30 دقيقة. أما في حال مواجهة آفات ما قبل سرطانية لا يمكن علاجها، فتتم إحالة المريضة كي تخضع للاستئصال الجراحي الكهربائي «عملية خاصة تهدف الى استئصال الخلايا والأنسجة المصابة»، لكن في حال الاشتباه بالسرطان فإنّ منظمة أطباء بلا حدود قادرة على ترتيب خزعة للمريضة. وهكذا فإنّ البنى التحتية والمعدات البسيطة نسبياً التي يتطلّبها برنامج الفحص والعلاج المباشر تجعل منه استراتيجية غير مكلفة يمكن اتباعها في مناطق تفتقر الى أساليب تحليل متطورة تطرأ تكلفتها أو بعدها او الموارد المعقدة التي تتطلّبها.

المصدر : اللواء- ريمون ميشال هنود