بأقلامهم >بأقلامهم
إنّه من "ريحة المرحوم"
جنوبيات
التقى أحدهم بصديقه أثناء زيارته لحديقة الحيوانات، ودار بينهما الحوار الآتي:
سأله صديقه: كيف تعرّفت إلى زوجتك؟
أجابه ببراءة: عن طريق كلب.
فردّ الصديق مندهشًا: عن طريق كلب؟
أجابه: نعم، كنت ذات يوم، قبل خمس عشرة سنة، أتنزّه مع "كلبي الشيبرد"، حينما تقدّمت منّي فتاة جميلة وأخذت تداعب الكلب وتبدي إعجابها به، حتّى أنّها عرضت عليّ أن تشتريه مهما كان السعر. لكنّني اعتذرت لها مُجيبًا بأنّني متعلّق به جدًّا ولا يمكنني الاستغناء عنه.
وفي نهاية اللقاء تبادلنا أرقام هواتفنا، فراحت تتّصل بي دومًا لتطمئنّ على كلبي، حتى أنّها عرضت عليّ (وسط دهشتي) أن نتشارك الكلب من خلال زواجنا.
وهذا ما حدث فعلًا، وقد أنجبنا طفلين قبل أن يموت الكلب.
بيد أنّه، وبعد موت الكلب وما كابدناه من وجع الفراق وحزن الفقد، قلت لها: لك مطلق الحرّيّة بأن تنفصلي عنّي بعدما راح الرابط الأساسيّ بيننا.
لكنّها يا صديقي فاجأتني بقولها: لا من المستحيل أن أفترق عنك يا حبيبي فأنت "من ريحة المرحوم".
وعليه،
ابتسم قليلًا، ففي الابتسامة تنهيدة تخرج من القلب مع زفرات الوجع الآتي من الواقع المأساويّ الذي نعيشه اليوم في بلد الحرمان والطغيان وانهيار مقدّرات الدولة بمرتكزاتها على كلّ الصعد والمستويات.
فيا ربّ ارحم.