بأقلامهم >بأقلامهم
لا أمن، لا استقرار
جنوبيات
ما حدث ويحدث في غزة ليس غريباً على "إسرائيل"، وقد اعتاد عليه الشعب الفلسطيني من قبل الحكومات الإسرائيلية المتطرفة المتعاقبة، واعتاد أهلنا في غزة على العدوان الإسرائيلي على المدنيين بين فينة وأخرى.
ما حدث ويحدث في غزة هو خير دليل وبرهان، ولو أننا لسنا بحاجة لأيّ دليل - على أنّ "إسرائيل" غير معنية بالسلام، وأن السلام بالنسبة لها هي لعبة ومناورة تستغلها لمصلحتها، دون استعدادها لتقديم أيّ تنازلات عن أطماعها الاستعمارية وجشعها وفجعها للسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية.
إنّ سياسية العنف والتجويع والقمع والاضطهاد بأشكاله كافه من إغلاق للمعابر، ومنع الغزيين من السفر، واغتيال المواطنين المدنيين العزل من أطفال وشيوخ ونساء في عمليات القصف المتتالية التي تقوم بها، لا يحدث في أيّ بقعة من بقاع العالم، لا شعب يعاني ما يعانيه الفلسطيني في غزة العزة من ظلم واضطهاد وتضييق وسلب لحقه في الحياة بكرامة على أرضه وتراب وطنه.
غزة تمثل صمود الشعب الفلسطيني المناضل البطل الحر الجبار، هذا الشعب الذي حرم جميع حقوقه السياسية منها والإنسانية، وحقّه في الحياة الكريمة من علاج وتعليم وعمل وحرية حركة وسفر وغيرها الكثير، يرفض الانهزام والخنوع والاستسلام، هو شعب صامد على أرضه، في وجه العنجهية الإسرائيلية، صامد في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية من صواريخ وقذائف وأسلحة محرمة دولياً.
خلال الثلاثة أشهر الماضية، كان واضحاً من خلال محطات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، أنّ شعوب المنطقة، من المحيط إلى الخليج، تضامنت مع شعب فلسطين، كان ذلك واضحاً جلياً عند اغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، والذي ندّدت به كل شعوب المنطقة.
هذا التضامن العربي - الإسلامي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، يتعدّى كل تطبيع مع دولة الاحتلال، فتطبيع بعض الدول الشقيقة، لا يعني أنهم لا يقرّون ولا يدعمون حقوق الشعب الفلسطيني، بل أنّ شعوبهم تتضامن مع الحق الفلسطيني بجميع أشكاله، وشعوبها أيضاً لا تقبل سياسة التجويع ولا سياسة العنف ولا القصف ولا أيّ ممارسات غير أخلاقية، غير إنسانية، بحق الشعب الفلسطيني.
أريد أن أطمئن "إسرائيل" بأنّ الوضع في المنطقة وفي الشرق الأوسط لن يهدأ، ولن يتحقّق لهم أيّ سلام ولا استقرار ولا طمأنينة، إلّا إذا حصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه، حقّه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحق تقرير المصير، وحق العودة لمن يريد، وحقّه في العيش بكرامة على أرضه.
ما تقوم به "إسرائيل" لن يجدي نفعاً، إلّا إذا نفذت جميع القرارات الدولية باعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفق الشرعية الدولية.
على " إسرائيل" أن تحمد ربها ليل نهار على أنّ الفلسطينيين راضون بقرارات الشرعية الدولية، والتي تتحدث عن دولة فلسطينية ضمن حدود ال67 ولا يطالبون بفلسطين، كل فلسطين، وزوال دولة الكيان الصهيوني.
إذا لم تقبل "إسرائيل" بهذا الآن، لعلّ الزمن يدور ويصبح هناك متغيرات جديدة، يطالب بها الفلسطينيون بفلسطيمن التاريخية التي تشمل أراضي ال48.
هذا الصراع لن ينتهي، بدون تسليم "إسرائيل" بالحق الفلسطيني، وبدون أن تتصرف بحضارة وموضوعية، وتنهي احتلالها بصورة كاملة لا نقصان فيها، بحيث ترفع يدها عن كل ما يخص فلسطين والفلسطينيين وفق الشرعية الدولية، وأن توقف كل أنواع العدوان التي تمارسها على البشر والحجر، في الضفة وغزة والقدس، من قتل وقمع واضطهاد وقطع أشجار، وبناء وتوسيع مستوطنات، واستيلاء على بيوت وتهجير وإبعاد واعتقالات، وكف يدها عن المقدّسات الإسلامية والمسيحية كافة.
سيبقى شعبنا الفلسطيني صامدا على أرضه، يجاهد ويناضل حتى تحقيق العدالة بإقامة دولته المستقلة.
شعبنا في غزة شعب بطل ومقاوم، لن يركع، لن يخنع، لن يستكين، لن يستسلم، سيتم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ستفتح المعابر، وتبيض المعتقلات، فالقدس عربية فلسطينية، والأقصى حق شرعيّ لجميع أبناء المنطقة من المسلمين، وكنيسة القيامة والمهد قبلة المسيحيين، ورفع العلم الفلسطيني في القدس العربية، هو أمر طبيعي ولا بدّ منه.
أيها الغزيون، إنّ العالم الحر متضامن معكم..
أيها الأحرار المقاومون، الصامدون على أرضكم، بإذن الله، سينتصر هذا الشعب قريباً.